للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاسع من المسافات. وعلى الجملة فقد أتوا بأعمال عظيمة واختراعات مدهشة تدل على أن النبت الذي تكونت فيهِ أفكارهم ليس أقل فضلاً وجمالاً من نبت الذي تكونت فيه فكر الفيلسوف الرياضي اسحق نيوتن. فإن هذا استنتج قاعدة الناموس الطبيعي اتفاقاً من وقوع تفاحة إلى الأرض ثم وقف عند هذا الحد. أما علماء الطبيعة فبنوا على هذا الناموس سائر العلوم الطبيعية التي بين أيدينا الآن

واتصلوا بواسطتها إلى اختراع الآلات المتنوعة والجهازات الغربية التي تزعم حضرة الكاتبة أنها دليل سقوط النفس البشرية من أوج الجمال إلى هوة التجارة ط

ولعمري كيف نفضل بناء الأهرام ونحت المسلات على تلغراف ماركوني وأشعة رنتجن في حين أن ذاك على عدم فائدتهِ ينطق بما كانت عليهِ الشعوب الغابرة من الذل والضغط واستعباد الكبير للصغير. أما التلغراف اللاسلكي فإن أهميتهُ وفائدته توازيان قوة الذكاء التي بذلت في سبيل إتمامهِ وهي لا يمكن أن تقل قيمة عن قوة ذكاء أصحاب الفنون الغابرين. ولا يعقل أن مجرد حب الكسب هو الذي دفع ماركوني لعمل اختراعهِ وإنما هي دواع كثيرة تجاذبتهُ بين النفع العام والرغبة في الشهرة والتلذذ بإتمام عمل عظيم وهي نفس الأسباب التي دفعت برافائيل المصور إلى قمة الكمال الفني

وإني أرى رأي الآنسة مي من حيث جمال الفنون وإجلال قدر أصحابها ولكني لا أرى فضلاً للمشتغلين فيها يميزهم عن غيرهم من المخترعين والعلماء العصريين إذ أن فضل المرء يكون على قدر عظمة أعماله وإتقانها

<<  <  ج: ص:  >  >>