للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمرو المذكور؛ وعمران هو أوَّل من رأى في كهانته أن قومه سوف يمزَّقون كل ممزّق , ويباعد بين أسفارهم. ثم رأت ظريفة في كهانتها نبأ السيل , فأنذرت عمرواً. ومن الكهان الذين اشتهروا في آخر زمن الجاهلية سملقة وزوبعة وحارثة بنت جهينة وكاهنة باهلة وسديف بن هرماس , وغيرهم ممن يضيق بنا المقام عن ذكر أخبارهم

ولنذكر هنا شيئاً من أخبار سطيح الكاهن على سبيل الأنموذج والمثال , لاسيما وأنهُ كان عند القوم بمنزلةٍ صيرّتْهُ أمام الكهانة , فأصبحت أخباره جزءًا من تاريخ الكهانة نفسها

قالوا: هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن بن غسان , وسمي سطيحاً لعجزه عن القعود والقيام , فكان أبداً منبسطاً منسطحأ على الأرض؛ ولما

كان ذلك الرجل عجيباً عندهم في كهانتهِ , اقتضى الأمر أن يكون كل شيءٍ متعلق به عجيباً أيضاً. فكما أنهم زعموا أن شقاً كان نصف إنسان , له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة؛ كذلك زعموا انهُ لم يكن في جسم سطيح عظم سوى الجمجمة؛ ولذلك كان يدرج سائر جسده كما يدرج الثوب. وقالوا أن الجمجمة نفسها كان يلين عظمها إذا لمست باليد وأنهُ كان إذا غضب اشتدت أوصاله فينتصب قاعداً ويبقى كذلك إلى أن تسكن سورة غضبه. وذد ذكرنا أقوالهم في طول عمره. وقد زعموا انهُ خرج مع من خرج من اليمن في أيام سيل العرم ومات في أيام كسرى أن شروان

وأول ما تكهن بهِ سطيح انهُ كان نائماً مع أهلهِ في ليلة سها كية

<<  <  ج: ص:  >  >>