شيء من الذي حدث للخروف من باب البداهة, ولا تحتاج إلى تفسير معناه إلى الالتجاء إلى الصدفة أو إلى الدهاء. أنّا لا نكتشف في حياة الأشخاص المذكورين في التاريخ تعاقبا منطيقيا للحوادث التي تقتضيها الضرورة إلا حين نعرض عن معرفة غاية الأشياء الأخيرة باعترافنا إن فهمنا يقصر عن الوصول إليها. فحينئذ يتجلى لنا سبب التفاوت بين أعمالهم ومقدرة الأشخاص العاديين ولا نعود محتاجين البتة إلى الأعتقاد بكلمتي صدفة ودهاء. وبناء عليه نقول انه يكفينا أن نعتقد أنا نجهل الغرض من حركات الشعب الأوروباوي وأنا لا نعلم إلا الحوادث الناشئة عن المجاوز التي جرت في فرنسا وبروسيا والنمسا وروسيا وأن الداعي لتلك الحوادث هو زحف الشعوب الغربية على الشعوب الشرقية وبالعكس أي زحف الشعوب الشرقية على الشعوب الغربية. وحسبنا الأعتقاد بهذه الأمور حتى لا نعود ند شيئا من الدهاء والشذوذ في صفات نابليون وإسكندر الأول ولا نعود نعتبر ذينك العاهلين إلاّ رجلين مثل سائر الجال ولا نعود فقط محتاجين إلى أن نفسر بالصدفة معنى الحوادث الصغيرة التي صيرت ذينك الرجلين في الحالة التي كانا عليها بل يتضح لنا بجلاء أن تلك الحوادث الصغيرة لم يكن بد منها.
وحين نهمل أمر المسير إلى الغاية النهائية ندري أنه كما يتعذر وجود أزهار وبذور لنبات من النباتات غير الأزهار والبذور التي له, يتعذر وجود شخصين من الأشخاص الذين ينوه عنهم التاريخ يستطيعان على مثال الأسكندر الأول ونابليون من مفتتح حياتهما إلى مختتمها أن ينهضا كل