النهوض بأعباء المهمة الملقاة إليهما إن السبب الأصلي للحوادث الأوروباوية في فاتحة هذا العصر منشأة الحركات الحربية التي أجرتها في بدء الأمر الشعوب المحتشدة للزحف من الغرب على الشرق وفيما بعد من الشرق على الغرب كان بدء هذه الحركة في الغرب وكانت الأمور الآتية تدعو الشعوب الغربية إلى الإغارة على الديار الروسية والتوغل فيها حتى موسكو:
١ً - إن تلك الشعوب كانت متكاتفةً تكاتفاً حربياًّ يمكنها من تلقّي صدمة مجموع الشعوب الحربية الشرقية
٢ً - إنها نبذت كل تقاليدها وعاداتها
٣ً - إنها كانت تأتمر لإجراء تلك الحركة الحربية بأمر رجلٍ تمكن من تزكية نفسهِ ساحتها باستعاذتهِ بالكذب والنهب والقتل لإدراك غايتهِ. إن الثورة الأصلية الصغيرة المنتمية إلى الثورة الفرنساوية الكبرى تبددت من جراء صغرها. وتغيرت التقاليد والعادات فتألفت شيئاً فشيئاً جماعة جديدة ونشأت معها تقاليد وعادات جديدة وفي ذلك الوسط نهض للاضطلاع بمهمتهِ الرجل ساقتهُ الأقدار يوماً من الأيام إلى ترأُس الحركة وحمل أعباء مسئولية الحوادث التي توالت. إن ذلك الرجل الذي لم تكن لهُ مبادئ ولا عادات ولا تقاليد ولا اسم والذي لم يكن فرنساوياً هادنتهُ الأحداث مهادنةً غريبة وعرَضية فنال ما وصلت إليهِ يدهُ في أول الأمر وتدخل مع جميع الأحزاب التي كانت تلقي الشقاق في فرنسا دون أن يعتصم بحبل واحدٍ منها وكان من أمرهِ أنهم رفعوهُ إلى أعلى درجة