للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جهل المحيطين بهِ وضعف خصومهِ وعدم الاعتداد بهم وإخلاصه في الكذب وضيق دائرة عقلهِ الذي تكتنفهُ الدعوى دفعت ذلك الرجل إلى تولي زعامة الجيش إن حسن لانتظام في جيش الحملة الإيطالية وما أبداهُ العدو من الرغبة عن القتال وثقة ذلك الرجل بنفسه وجرأته الوهمية كانت مرقاة إلى مجدهِ العسكري. وقد رافقتهُ في كل شيء صدف سعيدة على زعم البعض وكان أولياء الأمور في فرنسا ينظرون إليهِ شزراً إلاَّ أن تلك المعاملة كانت مساعدةً لهُ على نيل رغائبه إن المساعي التي بذلها لتغير الخطة التي توخي إنتاجها أحبط الواحد منها بعد الآخر , فالدولة الروسية أبت أن تدخلهُ في خدمتها والدولة العثمانية نبذت ما كان يعرضه عليها من الخدمة وفي حرب إيطاليا كان غير مرةٍ الخطر أدنى إليهِ من قاب قوسين بيد أن أحوالاً غير منتظرة كانت تخرجه من تلك الورطة الوبيلة إن الجنود الروسية التي كانت قادرة على تقويض أركان مجدهِ بجميع أنواع التدابير السياسية لم تطأ أوربا بأقدامها مدة بقائه فيها ولدن رجوعه من إيطاليا وجد الحكومة الفرنساوية في حالة من الانحلال تقضي على الأشخاص المتآلفة منهم بأن يتواروا أو يهلكوا. فكأنَّ الخروج من تلك الحالة المصحوبة بالخطر على نابليون قد عرض من غير سعيٍ ولا تمهيد وكان ذلك الأمر عبارة عن حملتهِ إلى أفريقيا وهي حملة لا محل لها من الإعراب تدلُّ على الحماقة

<<  <  ج: ص:  >  >>