للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لي بالسانح بعد البارح وأصله أن رجلاً مرّت بهِ ظباء بارحة فتطيَّر من ذلك فقيل له: عسى أن تمرَّ بك أخرى سائحة , فقال المثل: وهو يضرب في توقع المحبوب بعد الكروه. وقال أبو دؤيب:

أربت لإربتهِ فانطلقتُ ... أرجّي لحبّ اللقاء سنيحا

وأنشد أبو زيد:

أقول والطير لنا سانحٌ ... يجري لنا أيمنهُ بالسعودِ

وأنشد الليث:

جرت لك فيها السانحات بأسعدِ

وقال الشاعر:

أبا السنُح الأيامن أم بنحسٍ ... تمرُّ بهِ البوارحُ حين تجري

وقال ذو الرمّة:

خليليَّ لا لاقيتما ما حييتما=من الطيرِ إلا السانحات وأسعدا

وقال النابغة:

زعم البوارحُ أنَّ رحلتنا غداً ... وبذاك تنغابُ الغرابِ الأسود

ومن العربَ من يتيامن بالبارح , ويتشاءَم بالسانح , قال الأعشى:

أجارَهما بشرٌ من الموت بعدما ... جرَى لهما طيرُ السنيح بأشأمِ

وبشر هذا هو بشر بن عمرو بن مرثد , وكان مع المنذر بن ماء السماء يتصيد في يوم

بؤسه الذي يقتل فيهِ أول من يلقاه. وكان قد أتى في ذلك اليوم رجلان من بني عمّ بشر فأراد المنذر قتلهما , فسأله بشر فيهما فوهبهما له وقال زهير متشائماً أيضاً بالسانح:

جرت سَنحاً ققلتُ لها أجيزي ... نوّى مشمولة فمتى اللقاءُ

وقال كثيّر:

أقولُ إذا ما الطيرُ مرَّت مخيفةً=سوانحها تجري ولا أستثيرُها

وقال عمرو بن قميئة:

<<  <  ج: ص:  >  >>