عاذل قد أُولعتِ بالترقيشِ ... إليَّ سرًّا فأطرقي وميشي
وفي لسان العرب: الطرق في الأصل هو ضرب الصوف بالعصا , والميش خلط الشعر بالصوف وأما الحازي فهو الذي يتكهن بواسطة الحرو؛ وهو أن ينظرَ في الأعضاء والغضون وخيلان الوجه فيتكهن. قال الشاعر:
وحازيةِ ملبونةٍ ومنجّسٍ ... وطارقة في طرقها لم تسدّد
قال ابن شميل: الحازي أقلُّ علماً من الطارق , والطارق يكاد كاهناً , والحازي يقول بظنٍّ وخوف والعرب يستعملون لفظة الحزو بمعنى الزجر أيضاً فيقولون: حزَونا الطير تحزوها حزواً , أي زجرناها زجراً. قال أبو زيد وهو عندهم أن يَنغق مستدبره فيقول هذا شرّ فلا يخرج وإن سنح له شيء عن يمينهِ تيمن بهِ , أو سنح عن يساره تشاءَم بهِ , فهو الحزو والزجر وأما المنجّم فهو الذي يتكهن بواسطة التنجيم. وذلك أن يرعى النجوم بحسب مواقيتها وسيرها ليعلم منها أحوال العالم. وفي كتب اللغة علم النجوم عندهم علم يبحث فيهِ عن أحوال الشمس والقمر وغيرها من الكواكب. وموضوعه النجوم من حيث يمكن أن تعرف بها أحوا ل العالم. ومسائله هي كقولهم: كلما كانت الشمس مثلاً على هذا الوضع المخصوص فهي تدلَّ على حدوث أمر كذا في العالم والأصل في هذا الضرب من الكهانة أنهم كانوا يعتقدون أن كل ما يحدث في هذا العالم من الحوادث إنما سببه النجوم من حيث سيرها ومنازلها وأنوائها واقترانها إلى غير ذلك من أحوالها ومظاهرها. فنسبوا إليها البرد والحر والصحو والمطر والخير والشر والصحة والمرض والحرب والسعد والسلم والنحس , وهو الاعتقاد الذي جعلهم يعبدونها في القِدَم. فلما وُجد عندهم ذلك الاعتقاد أخذوا يلاحظون النجوم