وبلوغ ذروة المجد يصلح النفوس الخيّرة ويفسد نفوس أهل الشرّ. وأنتَ ترى شبيه الشيء منجذباً إليهِ. فإن كانت نفس الرجل كريمة جذبها الخير , وإن كانت شريرة جذبت إليها الشرّ. وليس للفضيلة الكامنة في النفوس مكان سوى المجد والشرف. ولذا ترى النفوس الكريمة وهي قبل أن تصل إلى ما تعلل بهِ نفسها متقدة مشتعلة , فإذا بلغتهُ اطمأنت وسكنت إليهِ كما يسكن الطفل إلى صدر أمهِ. واعلم أن سبيل المجد وعرٌ. فارتكن فيهِ إلى يعضدك حتى تصل إلى غايتك , فتستطيع أن تقف آمناً شرَّ السقوط. وإذا جاء ذكر من سبقك فاذكره بالخير فإن في ذك خيراً لك ولهُ. وإذا كان لك رفاق في عملك , فكن معهم رقيق الجانب , ليّن الخلق حسن العشرة. ولا تأنف من أن تشاورهم في الأمور , ولا تكن في كل حال مستقلاً برأيك. وإذا كنتَ مع قوم في حديث لا دخل له بعملك فاطرح العظمة جانباً وأبدُ لهم كما يبدو الرجل الكريم.
٢ - جمال الوجوه
جمال الوجهِ مع قبحِ النفوسِ ... كقنديلٍ على قبرِ المجوسِ
إنَّ النفوس الجميلة كالجواهر الكريمة , لا يبدو بهاؤها إلاَّ إذا رُصِّعت في قالب خلوٍ من التزيين والتحسين. وإن طلعةً ترى فيها الهيبة والجلال خيرٌ من محيا ترى فيهِ البهاء والجمال.