أخذ يمطر ألقاب الامتياز على قواده , مضيفاً إلى أسمائهم الأصلية أسماء الانتصارات التي أحرزوها ف المواقع الحربية. وكان قد أنشأ وسام فرقة الشرف لجيون دونور وجعل عدد حاملي هذا الوسام ٦٠٠٠ فقط. فجاءَت الإمبراطورية الثانية وزادت على هذا الرقم أصفاراً فجعلته ٦٠. ٠٠٠ ولا يزال التاريخ يذكر ذلك الاحتفال الباهر الذي أقيم يوم وزّع بونابرت هذا النيشان على مستحقيه. ولا ينكر أن من الخدمات الجلّي ما لا يمكن إثابة من يقوم بها بالدراهم. وهذا ما يدّعيه مريدو الرتب والنياشين. فيرونها والحالة هذه أسمى ثواب وخير جزاء , فضلاً عن أنهم ينظرون فيها باعثاً للنشاط , معزّزاً للجدّ في سبيل الخير العام , مثيراً للعواطف النبيلة في النفوس وإذا كانت أحياناً تُنال عن طريق الثروة , فكثيراً ما تكون أيضاً جزاء عمل جليل يؤول إلى ترقية البلاد ماديّاً أو أدبيّاً أو علميّاً أو فنيّاً , فأصبحنا نراها على صدر الجندي والشاعر والعالم والمخترع وصاحب الفن , وصار عدد حاملي النياشين من هذه الطبقات يزداد يوماً فيوماً. وقد قال الشاعر الفرنسوي روستان عن لسان ابن نابوليون: كان بودّ أبي أن يجعل الشاعر كورنيل أميراً فسأجعلنَّ فكتور هوغو دوقاً. . وعلى كل فيجب التحفظ والاعتدال في توزيعها حتى تبقى علامة امتياز حقيقي لا تبتذَا فتفقد قيمتها في أعين الناس. ولا بأس في هذا المقام من إيراد نكتة للملك فكتور عما نوئيل الإيطالي فإنهُ كان يقول شيئان لا يمكني أن أرفضها لأي رجل فرنسوي يطلبهما مني بتأدب: عود كبريت ليولع