سيجارته , ونيشان القديسين موريس ولا زار ليزين صدره. . ولقد اشتهر أمر كثيرين من مشاهير العلماء وكبار الرجال الذين رفضوا بتاتا الرتب والنياشين , وكان رفضهم عن إخلاص في الاعتقاد ورسوخ في المبدأ. غير أن رفض البعض كان ينمّ عن كبرياءٍ حقيقة وعجرفة فعلية. وما الرتب والنياشين في الحقيقة إلاّ كمصباح يحمله الإنسان , فيبدي عيوبه إذا كان ناقصا , ويُظهر محاسنهُ إذا كان كاملاً. قال أحد كتَّاب الغربيين: يجب أن نعجب لا أن نضحك من هذا الاختراع الكبير - اختراع الأوسمة والنياشين - فهو اختراع قوة أدبية لنيل قطعة من المعدن يرون فيها أمجد مجد وأشرف شر وأعظم جزاء هذا جنون ولكنهُ جنون جميل. كأن الناس خافوا على هذه الامتيازات من الطامعين فيها يدّعونها كذباً وزوراً فجعلوا في القانون مادة تعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى سنتين من يحمل نيشاناً لم يُنعم عليهِ بهِ , كما أنهم يغرّمون من ينتحل
لنفسهِ لقباً من ألقاب الشرف جزاءً نقدياً من ٥٠٠إلى ٢٠٠٠٠ فرنك. وأحسن ما يختم بهِ هذا المقال كلمة جامعة شاملة على إيجازها , لأحمد فارس الشدياق عن الألقاب قال: هي خرقة تستر عورة الاسم الذي أُطلق على المسمى. . بل هي كالبطاقة شُدَّت إلى لابسها ليعرف بها سعره. إلاَّ أنه كثيراً ما يقع الغلط في إلصاقها بمن ليس بينهُ وبينها علاقة. . .