الصحيح. أما الحكومة العثمانية الاتحادية فلم تكن تعبأ بمساعي هذه الدوَل الصغيرة لأنها كانت تعتقد باستحالة اتفاقهنَّ على العمل معاً. وما كان أشد دهشتها حين رأت بلغاريا تصافح اليونان , واليونان , واليونان السرب , والسرب الجبل الأسود , بعد أن كان اليونانيون أعدى أعداء البلغاريين , والسربيين أنداد الجبليين. فكان انفرادها أمام دوَل أربع متحدة تناوئها وتتطلَّبنَ خذلها وفشلها دافعاً لها إلى الاتفاق مع رومانيا ولكنها لم تنجح لأن بلغاريا أفهمت جارتها أن تقف على الحياد فتنال ما تطمع بنيله بدون أن تسفك نقطة دم أو تبذل قبضةً واحدة من المال. ولما تمَ لهذه الدوَل هذا الأمر اتفقنَ فيما بينهنَّ الاتفاق الذي ولَد الحرب الحاضرة.
الحرب - نكتب هذه السطور والبلغاريون على بضعة عشر كيلومتراً من الآستانة , وأدرنه مطوقة بالجنود ومضيَّق عليها الخناق , ومشدودون في حصارها , والطريق قد خلت لليونانيين فتمشوا إلى سالونيك واحتلوها على أهون سبيل , والعثمانيون واقفون في شطلجه معتصمين بحصونها ومحتمين بقنابل الأسطول على شواطئ البحرين بحر مرمره والبحر الأسود , والوباء يفتك فتكاً ذريعاً بالعسكرين العثماني والبلغاري , والقتلى يُعدُّون كالجرحى بعشرات الألوف , وليس في بلغاريا والسرب