والجبل الأسود واليونان غير الشيوخ العجَّز , والنساء الضعيفات والأطفال الرُضَّع , وقد اكتظت قصور الآستانة وجوامعها ومستشفياتها بالمصابين من العساكر , والمنكوبين من الأهالي يشكون الجوع والعري , ويتلمَّسون القوت , ويرُّون من البرد , ويئنون من الأوجاع , وعلى طرُق بلاد الأناضول عشرات الألوف من المساكين نبذتهم بلدانهم , فتشتتوا في القفار لا منازل تؤاويهم , ولا قوت يشبعهم ولا غياث لهم من غير السماء؛ وجرائد العالم تحمل إلينا أنباء هذه الفظائع , وتقص علينا أخبارها المؤلمة حتى لنكاد نسمع بآذاننا دويّ البارود , وأزيز