للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسوائق فينا تسوقها إلى ذلك؟ نعم لا أدري هذا فتركه لسبح خيال بعض الفلاسفة. . .

كيف تربّينا الأزهار

أما تربة الأزهار إيانا فعلى أساليب شتى , بعضها شديد الظهور. فمن ذلك: تربيتها أبداننا؛ ذلك أن قسماً عظيماً من أغذيتنا يتمثل في أهم أدواره زهراً , ثم ينقلب حَبّاً , أو فاكهةً , أو لبّاً. ولا ينبغي أن ننسى أن الأعشاب هي الأساس في تربية أبدان جمهور الحيوانات؛ لأن أو أكل اللحوم منها , إنما تتغذى بلحوم أو أكل الأعشاب في الغالب , ولأنها أعني أو أكل اللحوم إذا وجدت في اللحوم غذاءها , لا تجد فيها شفاءها إذا أصابها مرض , بل تلتمسه في الأعشاب كما ينقله المشاهدون. وإذا كانت الأعشاب هي الأساس في التغذية , ومن الحبوب والفواكه والألباب قسم كبير من الأغذية والأدوية , كان واضحاً معنى تربية الأزهار أبداننا. أما تربيتها لأفكارنا وعواطفنا فهذا الذي يحتاج إلى الشرح؛ ولعله يكفي أن

نقول: أن أعظم أسباب رقيّ الإنسان إنما هو حب الجمال وأن أعظم حامل للواء الجمال هي الأزهار التي لا يستطيع أبلغ البلغاء أن يدخل في تفاصيل بهائها وازدهارها وتشكلها بالألوف من الألوان التي يفرق بعضها عن بعض امتيازات في غاية الدقة. فكلما ألف الإنسان المزيد من التمتع بجمالها وعُني بتربيتها وترتيبها ازداد ذوقه سلامة , وطبعه لطفاً , وروحه نشاطاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>