كبوة حصانهم، أو نبوة حسامهم. ومثل هؤلاء في حاجة إلى التنشيط وزيادة التمرين تحت إدارة من يروض جيادهم ويثقف سلاحهم.
وأنى يكون ذلك وكل فريق من الكتاب يجري في مضماره بعيداً عن الفريق الآخر فلا يرى أقراناً من ربع غير ربعه يجاريهم، ولا يلاقي فرساناً من حي غير حيه يباريهم. .؟
أنى يكون ذلك ويكاد كتاب القطر الواحد يجهلون حتى أسماء كتاب القطر الثاني. لأن لا صلة بينهم ولا رابطة تربطهم. فحملة الأقلام في مصر يكادون لا يعرفون شيئاً عن زملائهم في الشام، وهؤلاء يعرفون دون القليل عن كتاب العراق. وقس على ذلك في سائر الأقطار العربية.
ولقد تذهب هذه النهضة الجميلة بلا جدوى، وتضيع هذه المساعي الإفرادية بلا فائدة إذا لم تتضام وتتضافر ليتولد منها قوة واحدة كبيرة تنهض بالآداب العربية.
وإذا ظلت الحال على هذا المنوال يظل الكتاب في الأمصار كالجزر المبعثرة في عرض البحار: لا رابط يربط بعضها ببعض ليستمد بعضها من بعض. فلا تفي كل واحدة بحاجات أهليها، فتنضب وتجدب ويهجرها من فيها.
ولذلك فكرنا في العمل على سد هذا الفراغ الذي يشعر به الجميع وعزمنا بعون الله على إنشاء مجلة خاصة - على قدر الإمكان - بهذا الموضوع وبعد مفاوضة السواد الأعظم من مشاهير حملة الأقلام في مصر والشام.