للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت الرجاءُ فأي شيء ترتجي ... والروعُ أنت شيء ترهبُ

والملكُ جسمُ أنت فيهِ هامةٌ ... ويداك مشرقُ شمسهِ والمغربُ

أو قال أيضاً فأجاد:

وكأنَّ درَّة سيفهِ عينٌ ترى ... ما تحت قائمِ سيفهِ آجالا

فما أبلغ هذه الاستعارات والتشابيه وما أجمل!

وإذا وصف جبلا مزحلقاً صوَّره:

كثيرَ الثلوم كأنَّ الفتى ... إذا زلّ يهوي على مبردِ

وهو بيتٌ من قصيدةٍ عصماء عنوانها فتاة الجبل الأسود فيها من الوصف الفتان ما شاء الخيال وشاءَ التفنن. من ذلك أنه عندما يصف جمال الفتاة وهي بارزة إلى ساحةِ القتال لا يصفهُ كما وصف جمال غيرها من الحسان , بل يراعي مقتضى الحال , ويستعير كل صوره من التعابير الحربية , فيقول:

لهيبُ الحروبِ على وجنتيهِ ... والنقعُ في شعره الأسودِ

وفي عينهِ مثلُ برقِ السيوفِ ... وظلُّ المنيّةِ في الأثمدِ

وعندما تنكشف حقيقة هذا الفتي - أو بالأحرى هذه الفتاة - فتكشف عن صدرها أمام قائد الأعداء , يُبدع خليل في وصفها أيما إبداع إذ يقول:

وأبرز نهدَي فتاةٍ كَعابٍ ... بطرفٍ حّيي ووجهٍ ندي

كَحُقَيْ لُجيَنٍ بقفلَي عقيقٍ ... وكنزين في رَصَدٍ مرصدٍ

فكبَّر مما رآهُ الأميرُ ... وهلّل كلٌّ من الشُهَّدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>