تحرير جريدة كوريه فرانسه وشرع تيارس منذ سنة ١٨٢٣ في وضع تاريخ الثورة الفرنسوية فأكملهُ سنة ١٨٢٧. فجاءِ تأليفاً كبيراً ذا عشرةِ أجزاءِ بحثَ فيها عن أسباب الثورة وحوادثها ونتائجها , وأعمال دولة فرنسا في خلال السنوات العشر المنقبضة بين سنة ١٧٨٩ وسنة ١٧٩٩ , منذ أُخذَت قلعةُ الباستيل إلى أن أستأثر بونابرت بالسلطة. ولكن يؤخذ على المؤلف في هذا التأليف فرطُ تشيُّعهِ لدعوة أهل الثورة , وشدَّة استسلامه للتقادير , واضطرار الرجال والناس إلى التسليم بهذا المعتقَد القدَريّ غير أن هذا التاريخ , على علاّتهِ , قد جعل لصاحبهِ منزلةً رفيعة بين أدباء فرنسا وأوربا بأسرها حتى صار يُحتسب من رجال الدنيا المعدودين. وفي غرَّة عام ١٨٣٠ أنشأ هو ومينيه وأرمان كارول جريدةً سياسيةً , دعوها الناسيونال وكان لها شأنٌ كبير في هبوط شارل العاشر من عُلاه آخر تموز يوليو من تلك السنة. ثم أنَّ تياريس وبعض أصحابهِ هم الذين زيّنوا لويس فيليب للشعب؛ وكان تزيينهم إياه أقوى سببٍِ في صيرورته ملكاً على فرنسا. فأخذ هذا يقرّب إليه تيارس مكأفأة لهُ على خدمة. وكان من ثمرات تقرُّبهِ أنهُ عاضد وزارة لافيت ثم لمّا انقلبت هذه الوزارة , عمد تيارس إلى تعزيز وزارة كزيمير برّبي الشهير. ومن بعد موت هذا السياسي , انتظم تيارس في سلك الوزراء إذ سُمّيَ ناظراً للداخلية , وذلك في ١١ تشرين الأول أكتوبر سنة ١٨٣٢ وأشهر ما كان لهُ في عهد وزارتهِ توصّلهُ إلى إلقاءِ القبض على الدوقة دي برّي , والدة الكونت دي شامبور , التي كانت ساعيةً لإيقاظ راقدِ الفتنة , وإيقاد نار الثورة , مُطالبةً بحقوق ملكِ ابنها الأرثية على فرنسا ولكن يُخذ على وزيرنا الوسائط الغير الشريفة التي استعملها مع آلتهِ دوتز الإسرائيلي طلباً لهذه الدوقة
الأسيرة. ومنذ ١١ تشرين الأول أكتوبر سنة ١٨٣٢ إلى ٢٩ من تشرين الأول