من الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي على مسافة ثلاثة فراسخ، وهي مؤلفة من آثار هيكل عظيم جعله العرب في القرون الوسطى قلعة حصينة، وإلى جوانبها كثير من آثار الهياكل والقصور الفخيمة، بينها أنقاض
من عهدين مختلفين: بعضها سابق لعهد بخت نصر وهي ركام من الأبنية المتهدمة المبعثرة والبعض يرتقي عهده إلى القرون الثلاثة الأولى بعد المسيح. ومعظمها قائم إلى اليوم وليس فيها كتابة ما سابقة لعهد المسيح أو لاحقة لعهد ديوكليسيانوس. ومن هذه الآثار أعمدة تفوق الحصر لا يقل علو الواحد منها عن ١٥ متراً ووراءها قصور متهدمة وأبواب وسراديب وأروقة ومماشٍ وأقواس. والأرض مغشاة بأحجار وأعمدة محطمة على أكثرها نقوش بديعة. وفي الجهة الغربية من الهيكل الكبير كثير من المدافن وجد على بعضها كتابات فينيقية ويونانية. وفي السهل الواقع جنوبي النبع مدافن أخرى مقفلة بأحجار ضخمة لم تستخرج كنوزها إلى الآن. وفي سفح الجبل كثير من هذه المدافن أهمها وأفخمها ما كان واقعاً على الضفة اليمنى من النهر في سفح جبل بلقيس أو ملكة سبأ ومن آثار تدمر سور يستنيانوس وهو سور ضخم تتخلله أبراج شامخة، شيد أكثرها الفاتح الروماني لصد إغارات العرب عن المدينة. وعلى قمة الجبل حصن قديم يعرف بقلعة ابن معن وهو من عهد فخر الدين المعني الأمير اللبناني المشهور الذي بسط سلطته على سائر بلاد الشام، وهو مشرف على تدمر وضواحيها فتراها منبسطة أمامك بهياكلها وقصورها وما بقي من أعمدتها وترى هيكل الشمس قائماً في وسطها كقلعة عظيمة. وفي الجهة الغربية منه الآكام القائمة