للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلوب النساء، وما تقرأ في الجرائد من الانتقاد علينا وعلى أزيائنا يؤيد صحة قولي. فعليه يكون أتباعنا للتقاليد المضرة على رضى تام منا أما لمطابقتها لأذواقنا ودرجة معارفنا، وإما لمراعاتنا أصوات الجهلاء. وعلى كل فإن لم يزد عدد المصلحات فينا على عدد المخربات، فلا أمل بالنجاح، وعبثاُ ننادي بالإصلاح دون الشرط المتقدم.

أما ما كان من نزوعنا عن لغتنا العربية إلى اللغات الإفرنجية فليس من ذنب على الرجال في هذا الباب، كما زعمت حضرة الكاتبة الأديبة، بل هم يعذرون إذا اعتبروا من أتقنت اللغات الغربية دون سواها، لأن معرفة اللغات الأجنبية تدل على زيادة علم وارتقاء، فضلاً عن أنها لغة الاختراعات والمعارف، ومن لم يتقنها حتى ن الرجال لا يمكنه أن يكون عاملاً مفيداً في الهيئة الاجتماعية. على أن هذا لا يمنع أن نحفظ للغتنا المركز الأول خصوصاً وفيها ما لا يقل فائدة عن آداب بقية اللغات، وإذا قلنا بوجوب تعلمها لا نعني الاقتصار عليها فقط، كلا، بل المراد من ذلك جعلها اللغة الأصلية التي لا يجوز إهمالها مطلقاً، لأنه من الضروري أن يعرف ابن كل أمة آداب لغته، وما فطر عليه أجداده، وكيف كانت أحوال بلاده.

فلنا نحن الشرقيين في هذا ما تفاخر به، ولو ثابرنا نحن أيضاً معشر النساء على درس اللغة العربية، وأتقناها كما يجب نظير بقية اللغات، إذ لم أقل أكثر، لحملنا الرجال على احترامها واعتبارها فيا بتكريمهم من أتقنت العربية أكثر من سواها ولكن من أين لنا هذا ونحن نرى أن أم العائلة

<<  <  ج: ص:  >  >>