لعلّ نغمةَ ودٍّ منك شائقة ... تهزُّ عطف شكيب كوكب النادي
هو الهمامُ الذي أحي بمنطقِهِ ... لسانَ قوم أجادوا النطق بالضادِ
تلقي به أحنفَ الأخلاق منتدياً ... وفي الكريهة عمراً وابن شدَّادِ
أخي وداداً وحسبي أنه نسبٌ ... خالي الصحيفة من غلٍ وأحقادِ
أفادني أدباً من منطقٍ شهدت ... بفضله الناس من قارٍ ومن بادِ
عذب الشريعة لو أن السحاب همى ... بمثله لم يدع في الأرض من صادِ
سرت بقلبي منهُ نشوةٌ ملكت ... بحسنها مسمعي عن نعمة الشادي
يا ابنَ الكرام عدتني منك عادية ... كادت تسدُّ على عيني باسدادِ
فاعذر أخاك فلولا ما به لجرى ... في حلبة الشكر جري السابق العادي
وهاكها تحفةً مني وإن صغرت ... فالدرّ وهو صغيرٌ حلي أجيادِ
فأجابه الأمير شكيب بالقصيدة التالية:
هل تعلم العيس إذ يحدو بها الحادي ... أنَّ السرى فوق أضلاع وأكبادِ
وهل ظعائن ذاك الركب عالمةٌ ... أنَّ النوى بين أرواحٍ وأجسادِ
تحملوا ففؤادي منذُ بينهم ... في إثرهم نضوُ تأويبٍ وإسآدِ
يرتادُ منزلهم في كل قاصية ... وحجبهُ لو درى أحرى بمرتادِ
بين الجوانح ما لو أنتَ جايبهُ ... أغناك عن لفّ أغوار بانجادِ
وفي الفؤاد كشطر الكفّ بادية ... في جنبها تيهُ موسى ليس بالبادي
كم بتُّ أنشد أحبابي وأُنشدُهم ... في الهند يا شدَّ ما أبعدت إنشاديِ
ولو أناجي ضميري كنت مُسِمعهم ... قولي كأنهمُ في الغيب إشهاديِ
من كان دون مرامي العيس منزعهُ ... فلي هوى دون أمواج وأزبادِ