بنيامين أو الفتى الهائل ' فكتب قصائده الأولى متقلداً فيها تارة الشاعر الفرنسي اندره شنيه، وطوراً فكتور هوغو ذاته، وعرب في الوقت نفسه عن الإنجليزية كتاب تومس دوكنسي المعنون اعترافات أفيوني -
ولما لم يكن والد الفتى الشاعر راضياً عن حياة ولده على هذه الكيفية التي لا فائدة منها - على زعمه -، أراد أن يضعه في وظيفة تضمن له سعادة مستقبله المادية، لكن ألفرد لم يرد تضحية حريته العزيزة، وإضعاف ذكائه الفريد، واستعداداته الأدبية في مثل هذه الأشغال الاعتيادية. فأبرز إلى عالم القراءة مجموعة أشعاره الأولى، وكان عمره نحو عشرين عاماً. فكان لظهور هذا الكتاب دوي عظيم بين ذوي الأقلام، وانتقدته الجرائد، وذمه الناقدون وسخط على مؤلفه أعضاء الجمعية لأنهم رأوا أن بنيامينهم شط عن الخطة المحدودة، غير مبالٍ بقوانين النظم عندهم، وهم لم يكونوا نفوا تماماً قواعد الشعر المدعو بالكلاسيك وكانت منظومات ده موسه تضرب كلها على نغمة جديدة لم يسبقها تمهيد في تاريخ الآداب الفرنساوية. وقد اتبع هذه الخطة شعراء فرنسا مدة حتى أتى ادمون روستان فكان آخر هذه الفئة، وزارع بذور الشعر الحالي الذي ينعتونه بالمائل إلى الزوال وذلك لأن شعراء العصر يتصرفون بالأفكار والتخيلات والأوزان والأسجاع بحرية لم يسمع بمثلها من ذي قبل. وترى كثيرين يتعجبون كيف ضمت الأكاديميا الفرنسوية إلى أعضائها