للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهذه القبلة عبرت لهم عن شديد أسفك على ما فات وعزمك الأكيد على الدرس والاجتهاد إذا كنت قد رجعت إليهم ولم تفلح وكم كان بقبلتهم له من اللوم والتأنيب على خمولك وأنت لم تكسب شيئاً في الجهاد الأول من هذه الحياة. . . .

كل هذه الأفكار والعواطف خالجت صدرك وصدر ذويك، فشعرت بفرح أو حزن، وشهروا بذاك الفرح أو هذا الحزن. فعزمت على مواصلة السير في خطتك الحميدة كما في الماضي، أو على التعويض بالدرس والتكفير بالجد عن ذلك الماضي.

مضى الآن أكثر من شهرين على تولد هذه العواطف في صدرك. وقد قضيت هذا الردح من الزمن بين القمم الخضرة والمناظر النضرة، إذا كان أهلك من ذوي اليسار، فتنقلت بين ربى لبنان أو سويسرا، وزرت آثار الحضارة الجليلة في عواصم أوروبا، فانفتحت نفسك لشعر الطبيعة وسجدت مخيلتك لذكاء الأمم الراقية، أو أنك بقيت في بلدك تطالع وتدرس حركة الزراعة والأسواق تحت إدارة أبيك أو ولي أمرك فطبع فيك حب العمل والسعي وراء الرزق. وعلى كل فقد قضيت هذه الأيام بين ذويك، فجددت نشاطك وقواك وادخرت في المعيشة العائلية حزماً جديداً وعزماً أكيداً.

ما أعظم ما كان تأثيرك أيها التلميذ العزيز عندما نزعت ورقة التقويم اليومي فوجدت مسطراً على الورقة التي تليها بحرف ضخم أول أكتوبر وهو تاريخ العودة إلى المدرسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>