الفصل الثالث: لا تزال في الغابة بين أشجار السنديان والصنوبر وشانتكلير والدجاجة البرية في شهرهما العسلي. وهي لا تزال تغريه بالحرية وتفند قوله بأن شروق الشمس متوقف على صياحه. على انه يبقى متشبثاً برأيه ومعتقداً بأن مبعث النور من حلقه. وكانت جماعة الضفادع قد عرفت بمجيئه وفضلت صياحه على تغريد البلبل سلطان الغابة فقصدته لتعرض عليه إقامته مقام البلبل الغرد. فوعدها الديك خيراً. وقصد البلبل، وكان هذا واقفاً على غصن شجرة قريبة، وبينما هو يحادثه أطلقت بندقية فأصاب طلقها البلبل، ووقع على الحضيض وظهر كلب الصياد حارس المزرعة ليأخذ الطريدة، فوجد شانتكلير صديقه، فعرض عليه الرجوع معه إلى المزرعة فأبى الديك لأن الحرية والحب قد أسرا
فؤاده على ما فيهما من المخاطر. فعاد الكلب حزيناً، والديك يصفق بجناحيه ويصيح منشداً نشيد الغابة.
الفصل الرابع: وفيه حل عقدة الرواية على أجمل أسلوب فإن الدجاجة البرية - وقد صور فيها المؤلف الأنثى من الحيوانات الناطقة وغير الناطقة - أسكرت الديك بحبها وقضت الليل تغازله حتى أنه استغرق في النوم صباحاً، وأشرقت الشمس وهو لا يعي. ولما أفاق من سباته العميق، وجد كوكب النهار قد اعتلى في الأفق على عادته دون الحاجة إلى صياحه. فحزن واكتأب واضمحلت أحلامه واشتد به اليأس حتى قضي عليه. . .