الحملة إلى الحبشة، عين عرابي مديراً للنقل في مصوّع. فنقص المال الذي بعهدته ٤٠٠ جنيه فعد الضباط المصريون اتهامه وشاية من الجركس، فعزله إسماعيل باشا من الجيش. فانصرف إلى خدمة الجمعية السرية بين العساكر وفي الأزهر فخشي علي مبارك باشا العاقبة فأشار إلى إسماعيل باشا بأن يستميل عرابي ورفاقه باللين ففعل ورقى ٧٠ ضابطاً إلى رتبة قائمقام ومنهم عرابي.
ولما تولى توفيق باشا أنعم عليه برتبة أميرلاي. وبعد قليل اختصم مع ناظر الجهادية عثمان باشا رفقي على قانون القرعة بحجة أنه يحول دون تقدم الوطنيين وأخذ مع علي فهمي وعبد العال حلمي بالسعي ضد الجركس والترك حتى استمالوا إليهم الجيش. ولما وثقوا من ذلك قدموا عريضتهم المشهورة إلى رياض باشا رئيس النظار فطردهم. ثم ارتأى
أن يحاكموا في قصير النيل فأبلغهم محمد سامي البارودي الخبر فاتفقوا مع الآلاي المعسكر بعابدي على أن يسرع لنجدتهم. أما دعوتهم إلى قصر النيل فكانت بحجة الاحتفال بعرس إحدى الأميرات وما كاد يصدر عليهم الحكم بالحبس حتى وصلا الآلاي وضرب أمام قصر النيل نفير الحريق فخرج عساكر قصير النيل لإطفاء الحريقة ودخل عساكر قشلان عابدين قصر النيل وخلصوا عرابي ورفيقيه وفر ناظر الجهادية.
وعاد عرابي إلى عابدين فائزاً وطلب من الخديوي عزل ناظر الجهادية والعفو عنه وعن زميليه وتعيين محمود سامي البارودي ناظراً للجهادية، فأجاب مطالبهم. وكان ذلك فاتحة كل الشرور لأن الحزب تهور كثيراً