للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى أن عربة نقل داست عسكرياً في الإسكندرية فحملوا العسكرية إلى رأس التين وأخذوا يطالبون الخديوي بدمه فعزل الخديوي ناظر الجهادية وعين داود باشا لهذا المنصب، فأمر داود باشا بنقل آلاي القلعة وآلاي الإسكندرية، فزاد هياج العرابيين وأعدوا العرائض يطلبون فيها الإصلاح وقدموها للخديوي وهو مع القناصل في عابدين. فوعد بالنظر فيها. ثم زار ثكنات العساكر ولما وصل إلى ثكنة عرابي بالعباسية لم يجده فيها. وعاد إلى عابدين فإذا بعرابي قد صف الجيش في الساحة وهو مستل سيفه يهدد السراي، فأطل عليه الخديوي وطلب منه أن يتقدم فوصل إلى باب السراي على جواده وسيف مسلول والضباط محيطون به فأمره الخديوي بإغماد سيفه ففعل ونزل عن جواده فسأله الخديوي: لماذا تفعل ذلك؟ فأجابه: لأنال خمسة أمور، الأول إسقاط الوزارة والثاني تأليف مجلس نواب والثالث زيادة عدد الجيش والرابع إنفاذ قانون العسكرية الجديد والخامس عزل شيخ الأزهر. فطلب القناصل من الخديوي أن يعود إلى قصره وقال قنصل الإنكليز لعرابي إن إسقاط الوزارة من خصائص الخديوي، وزيادة الجيش لا تسمح بها الميزانية، وعزل شيخ الأزهر لا يمكن أن يكون بلا سبب، وإنفاذ قانون العسكرية ينظر فيه مجلس النظار، وتأليف مجلس النواب من خصائص الأمة لا الجيش. فرد عرابي أنه يطلب ذلك كله بالنيابة عن الأمة وهذا الجيش أولادها وأنه لا يبرح مكانه حتى ينال مطالبه. فقال له القنصل ماذا تفعل إذا لم تجب مطالبك. فقال: عندي مليون شاب وليس لأحد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>