جديدة، فيتعذر على قارئها أو مترجمها إعادتها إلى أصلها. من ذلك أنهم يكتبون صلاح الدين سلادن، وفخر الدين فهردان، وابن رشد أفرويس، وابن سينا افيسن، ووهران أران، وعين ماضي أين مدها، إلى غيرها ما هنالك من هذا القبيل مما يطول بنا إيراده.
* * *
يأخذ الغربيون قطننا وحريرنا فيصبغونه وينسجونه ويعيدونه إلينا، فهل نستغرب إذا أخذوا كلماتنا فنحتوها وصقلوها وأعادوها إلينا مصبوغة بصبغة لهجاتهم؟
على أن هؤلاء الكتبة لا يلامون في كل الأحوال على هذا التحريف لما قدمنا من الأسباب. ولكن اللوم علينا، نحن معشر الشرقيين، فإننا عندما نقرأ مثل هذه الأسماء الشرقية أو نضطر إلى نقلها إلى العربية نأخذها عن الإفرنجية ونكتبها بحروف تماثل حروف صورتها الغربية كأنها غريبة عنا. فتبقى في حلتها الأجنبية كأنها من الكلمات الموضوعة في أكاديمية اللغة في باريس أو لندره أو برلين. ولا نذكر من هذا القبيل على سبيل الفكاهة إلا ذاك الذي ترجم سلادن (صلاح الدين) بلفظة سلادينوس (؟) ألا رحم الله السلطان الأيوبي وكفاه شر المعربين.
أما الآن - وقد أخذ علماء الغرب يقبلون أيما إقبال على درس العربية والفارسية والسريانية وسائر اللغات الشرقية من ميتة وحية - فإنهم تنبهوا للأمر، لأنه تعذر عليهم مراراً تطبيق أسماء الأعلام على أصلها عندما رأوها في ذلك الأصل بعدما ألفوا شكلها الأجنبي. فأخذوا