ولكن لابد لأهلها دائماً وللغرباء نادراً من ظهور بثرة أو خراجة تسمى حبة حلب أو حبة السنة لا تبرأ قبل سنة من ظهورها وليس لها علاج خصوصي يعول عليه في معالجتها. وقيل إن سببها من الماء وقيل بل إنه من المناخ أو الهوام لأنها لا تظهر إلا في المحال المكشوفة من البدن كالوجه واليدين والرجلين وهي توجد أيضاً في عين تاب وعلى شطوط الفرات إلى بغداد.
وهي المدينة السورية الوحيدة التي حافظت على مزاياها الشرقية البحتة من حيث البناء والعيش وعادات السكان وجودة الطباع إلى أشباهها مما فقد من غالب البلاد السورية فلا عجب إن راقت هذه المدينة في أعين السياح لأنها تذكرهم في القرن العشرين بمزايا المدن الكبرى التي عمرها العرب.
قال كتبة العرب: إن اسم حلب عربي لاشك فيه وهو لقب لتل القلة. فكان إبراهيم (عم) إذا أشمل من الأرض المقدسة ينتهي إلى هذا التل. . . فكان يأمر الرعاة بحلب ما معهم طرفي النهار. . . يتصدق به على الضعفاء والمساكين فينادي الضعفاء:(إبراهيم حلب إبراهيم حلب) فيبادرون إليه. وغلبت هذه اللفظة لطول الزمان على التل كما غلب غيرها من الأسماء على ما هو مسمى به فصار علماً بالغلبة.
وأول من تنبه لهذا الوهم ياقوت الحموي فقال: وهذا فيه نظر