للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن إبراهيم (عم) وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عرباً. إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل (عم) وقحطان. . . فإن كان لهذه اللفظة أعني حلب أصل في العبرانية أو السريانية جاز ذلك لأن كثيراً من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة كقولهم: (كهنم في جهنم).

والصواب أنها (حلبون) بتر العرب علامة الأعراب من ىخرها فصارت (حلب) كما فعلوا بإنجيل من أونجيليون وبطريق من بطريقيوس وبطرك من بطريركا أو فطريركيس وما أشبه. قال السيد يوسف داود إنها سريانية معنى (الخصوبة أو الصفوة) وأثبت الأب انستاس الكرملي أنها سامية الأصل بمقتضى الاشتقاق اللغوي ومعناها (المدينة الخصبة الأرض المكتنزة التراب الدسمته العلكته) وصار الأديب يوسف إليان سركيس إلى أن أصل اسمها آرامي ومعناه (اللبن أو البياض) وعندي أنه لا ينجلي أصل اسمها ومعناه إلا بعد الكشف عن كتابات الحيثيين وآثارهم.

وحلب قديمة العهد رقاها مؤرخو العرب إلى زمن ارتحال إبراهيم من أرد وحران إلى أرض كنعان على ما يظهر من الرواية السابق ذكرها وذهب كثير من المؤرخين إلى انها حلبون التي ذكرها حزقيال وكالبون الذي ذكرها استرابون وبتولماي. وقال بعض أهل التحقيق والسياحة بل هذه حلبون إحدى قرى دمشق المشهورة بخمرها وزعم

<<  <  ج: ص:  >  >>