للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولونه، قال الفراء: من قولهم: جاءت الإبل حسنة الإجبار والأسبار، قال الأصمعي رحمه الله: هي الجمال والبهاء وآثار النعمة، يقال: فلان حسن الحبر والسّبر، إذا كان جميلا حسن الهيئة، وفي الحديث: يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره، أي قد ذهب جماله وبهاؤه، وسمي الحبر حبرا لأنه يزين الكتاب، ويحسن القرطاس، وحبّرت الشيء زينته، وقيل إنه سمّي حبرا لأنه يؤثر في القرطاس، فيكون علامة فيما يقع فيه، ويقال للأثر؛ حبرة وحبار.

والسّبر: الأصل واللون والهيئة والمنظر، والسّبر ما يدلّ به على لون الدابة وكرمها، ويروي حبره وسبره، بكسر أوّلهما وفتحه، فإذا كسرا كانا اسمين، وإذا فتحا كانا مصدرين، وحبره علمه، وسبره قياسه، مثل: تمثّل قائما. الأكياس: أوعية الدراهم، ونفضت: ألقي ما فيها، وأراد فارغ كلامهم. وحصحص: تبيّن، اليأس: ضد الرّجاء.

إجبال القرائح: انقطاعها عن الكلام. إكداء: صعوبة، وأصل هذا في البئر، فأوّل ما يرشح من مائها هو القريحة، ثم نقل إلى الطّبيعة والذهن، وأجبل الحافر: إذا حال بينه وبين الماء جبل، وأكدى: حال بينه وبينه كدية، والجبل والكدية حجارة وصلابة تعرض في البئر، لا يمكن حفرها معها، ثم يقال: أكدى أي قل خيره وأجبل الشاعر، أي انقطع شعره. وأكدى فلان عطائي، أي قطعه وقلّل خيره، ومنه قوله تعالى: وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى [النجم: ٣٤]. والماتح: المستسقي على فم البئر، والمائح: النازل إلى قعرها ليملأ الدّلاء ويفرّق بينهما بنقطتي الحرف الّذي قبل آخرهما، فمتى كانتا فوق الحرف، فالمستسقي فوق البئر لكثرة الماء، ومتى كانتا تحته فالمستسقي في قعر البئر ليملأ الدلو بيده، وذلك لقلّة الماء، وإذا تكاثرت الدّلاء عليه، وكثر صياح النّاس عليه من رأس البئر، وكل يرغبه ليملأ دلوه، فيأخذ دلو من لا مال له فيضرب به رجا البئر، أي جانبه ليرتدع الناس عنه، ثم يضرب مثلا للمهان، قال الشاعر: [الوافر]

فلا يرمى بي الرّجوان إنّي ... أقلّ القوم من يغني مكاني (١)

وقالت جارية من العرب تستعطفه: [الرجز]

يا أيّها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت النّاس يحمدونكا (٢)


(١) البيت لعبد الرحمن بن الحكم في الاقتضاب في شرح أدب الكاتب ص ٣٦٦، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٢٥٧، ولسان العرب (رجا).
(٢) الرجز لجارية من بني مازن في الدرر ٥/ ٣٠١، وشرح التصريح ٢/ ٢٠٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٣١١، وبلا نسبة في لسان العرب (ميح)، وأسرار العربية ص ١٦٥، والأشباه والنظائر ١/ ٣٤٤، والإنصاف ص ٢٢٨، وأوضح المسالك ٤/ ٨٨، وجمهرة اللغة ص ٥٧٤، وخزانة الأدب ٦/ ٢٠٠، ٢٠١، ٢٠٧، وذيل السمط ص ١١، وشرح الأشموني ٢/ ٤٩١، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٣٢، وشرح شذور الذهب ص ٥٢٢، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٢٩، وشرح المفصل ١/-

<<  <  ج: ص:  >  >>