للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطنها من حملها؛ يقال للأنثى: قد أعقت وهي معقّ وعقوق؛ فكأنه طلب أمرا لا يكون أبدا، لأنه لا يكون الأبلق عقوقا.

ويقال: إن رجلا سأل معاوية أن يزوجه أمه هندا، فقال: أمرها إليها، وقد أبت أن تتزوّج، قال: فولّني مكان كذا وكذا، فقال معاوية متمثلا: [الخفيف]

طلب الأبلق العقوق فلمّا ... لم ينله أراد بيض الأنواق (١)

والأنوق: طائر أبيض في شواهق الجبال، فبيضها في حرز لا يطمع فيه فمعناه طلب ما لا يكون، وأما طلب الطّيران من النوق فمثل الأول، وهو لا يمكن قوله: أعنتك، أي أتعبك، وكلفك ما يشقّ عليك، من عنت البعير يعنت عنتا، إذا حدث في رجله كسر بعد الجبر، فلا يمكنه التّصرّف إلا بمشقة. قال أبو عبيد رحمه الله: عنّته: أضرّ به، والعنت:

الضرر، قال: وأعنته أيضا، أهلكه وقال أحمد بن عبيد: أعنته: شدّد عليه، والعنت:

التّشديد.

ابن عزيز: عنت: هلاك، وأصله المشقة والصعوبة، ومنه قولهم: أكمة عنوت، إذا كانت صعبة المسالك، وقوله تعالى: لَأَعْنَتَكُمْ [البقرة: ٢٢]، أي لأهلككم، ويجوز أن يكون المعنى لشدّد عليكم وتعبّدكم بما يصعب أداؤه عليكم، كما فعل بمن قبلكم.

امتحن: ابتلي، صفر: خلا، مني: بلي. الإمحال: الجدب والفقر، يسومني: يكلفني.

أتلمّظ بالسؤال، أي أكثر الكلام به، والتلمّظ: تتبّع ما بقي في الفم من الطعام باللسان بعد الأكل سحب: جمع سحابة، النوال: العطاء، قال ابن الأنباري رحمه الله: النّول والنوال: المنفعة والحظّ، ونلت الرجل: إذا نفعته. وأنلته حظا ونالني فلان: نفعني، وقولهم: ما كان نولك أن تفعل كذا؛ أي ما كان لك منفعة في هذا الفعل، ونولك:

منصوب خبر كان وأن نفعل اسم كان أو بالعكس. يفيض: يسيل ويكثر. شربه: ماؤه، وأراد به ماله: غاض: جفّ، انهاض: انكسر. أشرب: روى وسقى. الحرص: كثرة:

الطمع والطلب للدنيا، والشّره: الحرص الكثير. متخمة: مفسدة، والمسألة: سؤال ما في أيدي الناس. ملأمة: لؤم.

***

ثم أنشدني من فلق فيه، ونحت قوافيه: [السريع]

ارض بأدنى العيش واشكر عليه ... شكر من القلّ كثير لديه

وجانب الحرص الذي لم يزل ... يحطّ قدر المتراقي إليه

وحام عن عرضك واستبقه ... كما يحامي اللّيث عن لبدتيه


(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (أنق)، (عقق)، وتهذيب اللغة ١/ ٦٢، ٩/ ٣٢٤، وجمهرة اللغة ص ٣٧١، ومقاييس اللغة ١/ ١٤٩، وتاج العروس (أنق)، ويروى «لم يجده» بدل «لم ينله».

<<  <  ج: ص:  >  >>