للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيته كالشمس إن هي لم تنل ... فالرّفق منها والضياء ينال

لهفي لفقدك يا محمّد إنه ... فقدت بك النّفحات والأنفال

بالله اقسم إنّ عمرك ما انقضى ... حتى انقضى الإحسان والإجمال

ولابن بسام يعزّي أبا القاسم بن وهب في ابن مات له: [مخلع البسيط]

قل لأبي القاسم بن وهب ... أتى بك الدّهر للعجائب

مات لك ابن وكان زينا ... وعاش ذو الشّين والمعايب

حياة هذا كموت هذا ... فليس تخلو من المصائب

وقد تقدّم هجوه في أخيه.

ومن حسن التعطف على الابن العاق، قول إبراهيم الصابي، وكان ابنه يعقّه:

[البسيط]

أرضى عن ابني إذا ما عقني حذرا ... عليه أن يغضب الرحمن من غضبي

ولست أدري بم استحققت من ولدي ... إسخان عيني وقد أقررت عين أبي!

***

قوله: ولرب عقم، العقم ألّا تلد المرأة.

فقال الغلام؛ وقد أمعضه هذا الكلام: والذي نصب القضاة للعدل، وملّكهم أعنّة الفضل والفصل، إنه ما دعا قطّ إلا أمّنت، ولا ادّعى إلا آمنت، ولا لبّى إلّا وأحرمت، ولا أورى إلا وأضرمت؛ بيد أنّه كمن يبغي بيض الأنوق، ويطلب الطّيران من النّوق فقال له القاضي: وبم أعنتك، وامتحن طاعتك؟ قال: إنّه مذ صفر من المال، ومني بالإمحال، يسومني أن أتلمّظ بالسّؤال، وأستمطر سحب النّوال؛ ليفيض شربه الذي غاض، وينجبر من حاله ما انهاض، وقد كان حين أخذني بالدّرس، وعلمني أدب النّفس، أشرب قلبي أنّ الحرص متعبة، والطّمع معتبة، والشره متخمة، والمسألة ملأمة.

***

أمعضه: أوجعه وأغضبه، وأمعض من ذلك وامتعض: غضب وشقّ عليه وأوجعه، ادّعى: نسب لنفسه ما شاء، وفلان مدّع وفعله الدعوى آمنت: صدقت ما ادّعاه لبّى: من تلبية الحاج إذا صاح: لبّيك لبّيك. أحرمت: صرت محرما. أورى: أظهر له النار من الزند، أضرمت: أو قدت، بيد: غير الأنوق: ذكر الرّخم ولا بيض له، فكأنه طلب أمرا لا يكون أبدا، ومثله: طلب الأبلق العقوق، والأبلق الذكر والعقوق من الخيل: التي امتلأ

<<  <  ج: ص:  >  >>