للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبارحه، أي أطلب منه أن يعرّفني بخيره وشره. والسانح من الطير والوحش ما مرّ على ناحية يمينك، والبارح ما مرّ على ناحية يسارك وقيل: السانح ما أولاك ميامنه، والبارح؛ ما أولاك مياسره، وأكثر العرب تتبرك بالسّانح وتتشاءم بالبارح، وبعضهم يتبرّك بالبارح، ويتشاءم بالسانح، والسانح: الذي يمرّ عليك عن ميامنك إلى مياسرك، فيمكن للطّاعن طعنه، وللرامي رميه، فالذي يتيمّن به يرى أنه رزق حاصل، والذي يتشاءم به يرى أنّه عاطب وهالك، والبارح بالضّدّ، فالأول يرى أنه فائت، وراميه خاسر فيتشاءم به، والثاني يرى أنه سالم غير عاطب، فيتيمّن به، والذين يتيمّنون بالبارح ويتشاءمون بالسانح أهل نجد، والذين يضادّونهم أهل العالية.

قوله: دونك، أي خذه واقصده. البرّ: والبار: الكثير الإكرام لأبويه. افترّ:

ضحك. استبنت: عرفت. عينهما: شخصهما، وجعله آخر المقامة برّا له لموافقته له في الحيل، وجرت العادة بأنّ الأب إذا كان نجيبا، فالابن بالضدّ ولهذا قال الشاعر:

[المتقارب]

إذا أطلع الدّهر حرّا نجيبا ... فكن في ابنه سيّئ الاعتقاد

فلست ترى من نجيب نجيبا ... وهل تترك النّار إلا الرماد!

<<  <  ج: ص:  >  >>