أي صاح المنهّب في نواحيه، وكذلك المراد سقط الندم في يده. وقال أبو القاسم الزجاجي: سقط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب، فيوجد في أشعارها وخفي على الإسلاميين قال أبو نواس:[الرجز]
* ونشوة سقطت منها في يدي*
وأخطأ في استعمالها، لأن فعلت لا يبنى إلا مما يتعدّى، لا يقال: رغبت ولا غضبت، إنما يقال رغب فيّ وغضب عليّ. لاذ: لجأ وتستّر، ولاذ فلان بفلان: تستر به ودار حوله، وبعضهم يقول: ألاذ، والأولى هي الغالبة، واللواذ مصدر لاوذ، ولذا أثبتت الواو، ولو كان مصدر «لاذ، لقلت لياذا، كقمت قياما».
ضرّه: أزرى: قصّر. وتقدم معنى البيت في الرسالة السادسة والعشرين.
***
قال الرّاوي: فحرت بين تعريف الشّيخ وتنكيره، إلى أن احرورف لمسيره، فناجيت النّفس باتّباعه، ولو إلى رباعه، لعلّي أظهر على أسراره، وأعرف شجرة ناره، فنبذت العلق، وانطلقت حيث انطلق، ولم يزل يخطو وأعتقب، ويبعد وأقترب، إلى أن تراءى الشّخصان، وحقّ التّعارف على الخلصان، فأبدى حينئذ الاهتشاش، ورفع الارتعاش، وقال: من كاذب أخاه فلا عاش. فعرفت عند ذلك أنّه السّروجي بلا محالة، ولا حئولة حالة. فأسرعت إليه لأصافحه، وأستعرف سانحه وبارحه؛ فقال: دونك ابن أخيك البرّ، وتركني ومرّ. فلم يعد الفتى أن أن افترّ، ثمّ فرّ كما فرّ، فعدت وقد استبنت عينهما، ولكن أين هما!
***
احرورف: مال وانحرف: ناجيت: حدّثت. رباعه: دياره. شجرة ناره، يريد أصل جبلّته. أعتقب: أمشي خلقه واتّبع عقبه. تراءى: ظهر، وخلصان الرجل: صديقه الّذي خلصت له مودّته. الاهتشاش: الطّرب والبشر. الارتعاش: الرّعدة، يريد أن داءه كذب لا حقيقة له محاله: حيله حئول: تغيّر. أصافحه: أعانقه وأسلّم عليه. أستعرف سانحه
- والبيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٩٤، وخزانة الأدب ١٠/ ١٥٩، ١١/ ١٧٧، والدرر ٤/ ١٤٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٤٠، ولسان العرب (صيح) (حجر)، (رسس)، (سقط)، ومغني اللبيب ١/ ١٥٠، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٠٧، وهمع الهوامع ٢/ ٢٩، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٤، والمقرب ١/ ١٩٥.