للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجوه» (١)، ويقال شاه وجه الرجل يشوه شوها وشوهة، قبح، ووجه مشوّه، أي مقبّح، ورجل أشوه وامرأة شوهاء. واللّكع اللئيم، وقد لكع لكعا فهو ألكع، ولكيع، إذا لؤم وحمق وامرأة لكاع ولكيعة. قوله: علته كبرة، أي أسن وكبر. وعرته عبرة، أي غشيته دمعة والخادم: الخصيّ، موصوف بطول العمر وسرعة العبرة، قال الهيثم بن عديّ: في الخصيّ عشر خصال لا تجتمع في غيره: التّهمة، والنميمة، والشّره، وسرعة الدمعة، وطول العمر، وكبر القدم، والتبرّي من الصلع، والإجارة في الصغر، والقيادة في الكبر، والاسترخاء في المقعدة وسعة الحجر. لا توسعون سبّا، أي لا تكثروا شتمنا عتبا لوما وموجدة، وعتبت عليه أعتب عتبا وعتابا، وأعتبه: أرضاه، والعتبى الرضا، واستعتبته طلبت إليه أن يعتب، وقال النابغة: [الطويل]

* وإن تك ذا عتبي فمثلك يعتب (٢) *

وقال حبيب: [الطويل]

سرت تحمل العتبي إلى العتب والرّضا ... إلى السّخط والعذر الجميل إلى الحقد (٣)

الخناق: الحبل يخنق به كالعقال للجمل يعقل به. نفّس: روّح وحلي عن المخنوق. والبثّ: الحزن. انفث: تكلّم، وأصله ابصق، عرّافا: كثير المعرفة، والعرّاف: العالم بالشيء، وأصله الكاهن.

***

فقال له: اعلم أنّ ربّ هذا القصر هو قطب هذه البقعة، وشاه هذه الرّقعة؛ إلّا أنّه لم يخل من كمد، لخلوّه من ولد؛ ولم يزل يستكرم المغارس، ويتخيّر من المفارش النّفائس؛ إلى أن بشّر بحمل عقيلة، وآذنت وقلته بفسيلة، فنذرت له النّذور، وأحصيت الأيّام والشّهور. ولمّا حان النّتاج، وصيغ الطّوق والتّاج، عسر مخاض الوضع، حتّى خيف على الأصل والفرع؛ فما فينا من يعرف قرارا، ولا يطعم النّوم إلّا غرارا. ثمّ أجهش بالبكاء وأعول، وردّد الاسترجاع وطوّل. فقال له أبو زيد: اسكن يا هذا واستبشر، وأبشر بالفرج وبشّر؛ فعندي عزيمة الطّلق، الّتي


(١) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨١، والدارمي في السير باب ١٥، وأحمد في المسند ١/ ٣٠٨، ٣٦٨، ٥/ ٢٨٦، ٣١٠.
(٢) صدره:
فإن أك مظلوما فهد ظلمته
والبيت في ديوان النابغة الذبياني ص ١٤.
(٣) البيت في ديوان أبي تمام ص ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>