للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحين ركبتها آذيت نفسي ... بضرب باليمين وبالشّمال

وبالرّجلين أركضها جمعا ... فيا لك في الشقاء وفي الكلال

أتاني خائب يستام منيّ ... عريق في الخسارة والضّلال

وقال تبيعها؟ قلت ارتبطها ... بحكمك إنّ بيعي غير غال

فأقبل ضاحكا نحوي سرورا ... وقال أراك سهلا ذا جمال

هلمّ إليّ يخلو بي خداعا ... وما يدري الشّقيّ بمن يخالي

فقلت بأربعين فقال أحسن ... إليّ فإن مثلك ذو سجال

فأترك خمسة منها لعلمي ... بما فيه يصير من الخبال

فلمّا ابتاعها مني وبتّت ... له في البيع غير المستقال

أخذت بثوبه وبرئت ممّا ... أعدّ عليه من سوء الخلال

برئت إليك من مشش قديم ... ومن جرد ومن بلل المخالي

ومن فتق بها في البطن ضخم ... ومن عقالها ومن انفتال

ومن قطع اللسان ومن بياض ... بعينيها ومن قرض الحبال

ومن عضّ الغلام ومن خراط ... إذا ما همّ صحبك بارتحال

وأقطى من فريخ الذّر مشيا ... بها عرن وداء من سلال

وتكسر سراجها أبدا شماسا ... وتقمص للإكاف على اغتيال

ويدبر ظهرها من مسّ كف ... وتهزم في الجمام وفي الجلال

تظلّ لركبة منها ووقيذا ... عليك من ورم الطّحال

ومثفار تقدّم كلّ سرج ... تصيّر دفيه على القذال

وتحفى لو تسير على الحشايا ... ولو تمشي على دمث الرّمال

إذا استعجلتها عثرت وبالت ... وقامت ساعة عند المبال

وتضرط أربعين إذا وقفنا ... على أهل المجالس للسّؤال

فتقطع منطقي وتحول بيني ... وبين حديثهم فيما توالي

وتذعر للدّجاجة إذ تراها ... وتنفر للصّفير، وللخيال

فأمّا الاعتلاف فأذن منها ... من الأتبان أمثال الجبال

وأما القتّ فأت بألف وقر ... بأعظم حمل أحمال الجمال

فلست بعالف منها ثلاثا ... وعندك منه عود للخلال

وإن عطشت فأوردها دجيلا ... وإذا أوردت أو نهري بلال

فذاك لريّها سقيت حميما ... وإن مدّ الفرات فللنّهال

<<  <  ج: ص:  >  >>