أقنع: أرضى، والقناعة الرضا باليسير. والجزاء: المكافأة، وجازيته بما صنع مثل كافأته، والأجزاء: الأنصباء تقسّم على جماعة، واحدها جزء، وأقلّها أنقصها أتظلّم:
أشتكي من الظلم. لا أنقم: لا أنتقم. تقول: نقمت منه نقمة، أي عاقبته، فمعناه: لا أعاقب صاحبي، ولو بلغ في الإضرار مني الغاية، وتقول أيضا: نقمت الشيء وأنقمه نقما ونقوما: إذا أنكرته، فمعناه على هذا: لا أنكر على صاحبي ولو بالغ في الأذى، ويقال في الإنكار أيضا، نقم ينقم.
***
فقال له صاحبه: ويك يا بنيّ! إنّما يضنّ بالضّنين، وينافس في الثّمين؛ لكن أنا لا آتي، غير المواتي، ولا أسم العاتي، بمراعاتي، ولا أصافي، من يأبى إنصافي، ولا أواخي، من يلغي الأواخي، ولا أمالي، من يخيّب آمالي، ولا أبالي، بمن صرم حبالي، ولا أداري، من جهل مقداري، ولا أعطي زمامي، من يخفر ذمامي، ولا أبذل ودادي، لأضدادي، ولا أدع إيعادي، للمعادي، ولا أغرس الأيادي، في أرض الأعادي، ولا أسمح بمواساتي، لمن يفرح بمساءاتي، ولا أرى التفاتي، إلى من يشمت بوفاتي، ولا أخصّ بحبائي، إلّا أحبّائي، ولا أستطبّ لدائي، غير أودّائي، ولا أملّك خلّتي، من لا يسدّ خلّتي، ولا أصفّي نيّتي، لمن يتمنّى منيّتي، ولا أخلص دعائي، لمن لا يفعم وعائي، ولا أفرغ ثنائي، على من يفرّغ إنائي.
***
قوله:«ويك» معناه التعجّب، كأنه قال: ما أعجبك! أو عجبا لك. وقيل: أراد «ويلك»، فحذف اللام. إنما يضنّ بالضّنين، هذا مثل؟ أوّل من قاله الأغلب العجليّ، وفسره أبو عبيد فقال: معناه: تمسّك بإخاء من تمسّك بإخائك، وبيانه أن الضّنين البخيل، ويضنّ: يبخل، فيقول: إنما أتمسّك وأتعلّق بصاحب تمسّك بي وعرف حقّي، فأنا أبخل به على غيري أن يشركني في صحبته كما يبخل بي هو على غيره، وقيل:
الضّنين في المثّل هو الشيء المضنون به لنفاسته، فمعناه إنما يبخل بالشيء النفيس الرفيع. المواتي: المساعد الموافق. العاتي المتكبّر الصعب الخلق. والمراعاة: المحافظة للودّ اسم: اجعلها سمة، أي علامة. أصافي: أخلص له ودّي. يأبى: يمنع. إنصافي، أي إعطائي الحق من نفسه. أواخي: أصير له أخا وأتخذه صديقا. يلغي: يترك ويطرح.
الأواخي: أسباب الود، واحدها أخيّة، وأصل الأخيّة عروة من حبل تشدّ في وتد أو على حجر تحت الأرض، وتبقى العروة على الأرض فيربط فيها حبل الدابة فيمسكها. أمالي:
أعاون، وأصلها الهمزة، تقول: مالأته على الأمر أمالئه، إذا عاونته وساعدته، ومنه: والله ما قتلت عثمان ولا مالأت في قتله، فخفف الهمزة ليوافقآمالي، وهو جمع أمل، وهو