للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا: [الوافر]

بنفسي من تجنّبه عزيز ... عليّ ومن زيارته لمام (١)

ومن أمسي وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النّيام

أتذكر إذ تودّعنا سليمى ... بفرع بشامة سقي البشام

وقال أيضا: [الكامل]

لا تكثرنّ إذا جعلت تلومني ... لا يذهبنّ بفعلك الإكثار (٢)

كان الخليط هم الخليط فزايلوا ... ولقد تبدّل بالديار ديار

لا يلبث القرناء أن يتفرّقوا ... ليل يكرّ عليهم ونهار

ومن هجوه في الراعي: [الوافر]

فغضّ الطرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا (٣)

وعند ما قال هذا البيت وثب قائما حتى أصاب السقف رأسه، وقال: أخزيته والله وغصصته، وقدّمت أخويه عليه، والله لا يفلح بعدها، وكان كما قال، ما أفلح بعدها هو ولا نمير.

وقال في جندل بن الراعي: [الوافر]

أجندل ما تقول بنو نمير ... إذا ما الأير في است أبيك غابا (٤)

وأنشد القصيدة والفرزدق واقف، فلما بلغ إلى قوله: [الوافر]

* ترى برصا بأجمع إسكتيها*

وضع الفرزدق يده على فيه، وغطى عنفقته فقال: [الوافر]

* كعنفقة الفرزدق حين شابا*

فانصرف الفرزدق وهو يقول: اللهمّ أخزه، ولقد علمت حين بدأ البيت ألّا يقول غيرها، ولكن طمعت ألّا تأتيه.

وقال في ابن لجا: [البسيط]


(١) ديوان جرير ص ٨٦٤، والبيت الثالث بلا نسبة في لسان العرب (لبث).
(٢) البيت في ديوان جرير ص ٨٢١، وجمهرة اللغة ص ١٠٩٦، ولسان العرب (حدد)، وهو بلا نسبة في الكتاب ٣/ ٥٣٣.
(٣) البيت في ديوان جرير ص ٨٢١، وخزانة الأدب ١/ ٧٢، وهو بلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢/ ٦٧٧.
(٤) البيت في ديوان جرير ص ٨١٧، ولسان العرب (أسك)، وتاج العروس (أسك)، وهو بلا نسبة في المخصص ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>