واحد. رويّة، أي فكرة. عقد نيّة: أي تدبير. استرعي: جعل راعيا، أي حكما على الناس. يرعى: يحفظ فذان، أي فهذان القيم: جمع قيمة. يمتنّ: يعتدّها منّة، وامتنّ فلان عليك، إذا فعل معك معروفا فمتى أنكر عليك شيئا ذكر لك معروفه وجبّهك به، وقالت الحكماء: أحي المعروف بإماتة ذكره، وعظّمه بالتصغير له.
***
قال الحارث بن همام: فقلت له تالله لقد أطرفت، وهرفت بما عرفت، فناشدتك الله: هل ألقيت أسحر منك بلاغة، وأحسن للّفظ صياغة؟ فقال: اللهمّ نعم، فاستمع وانعم ... كنت عزمت حين اتهمت، على أن أتّخذ ظعينة، لتكون لي معينة؛ فحين تعيّن الخطب الملبّ، وكاد الأمر يستتبّ، أفكرت فكر المتحرز من الوهم، المتأمّل كيف مسقط السّهم، وبتّ ليلتي أناجي القلب المعذّب، وأقلّب العزم المذبذب، إلى أن أجمعت على أن أسحر، وأشاور أوّل من أبصر. فلمّا قوّضت الظّلمة أبوابها، وولّت الشّهب أذنابها، غدوت غدوّ المتعرّف، وابتكرت ابتكار المتعيف فانبرى لي يافع في وجهه شافع، فتيمّنت بمنظره البهيج، واستقدحت رأيه في التزويج فقال: أو تبغيها عوانا، أم بكرا تعاني؟ فقلت: اختر لي ما ترى، فقد ألقيت إليك العرى.
***
أطرفت: أتيت بطرفة، يريد بأمرّ عجيب غريب. هرفت بما عرفت، أي تكلّمت بشيء غريب، والهرف: الإطناب في المدح، ومن كلام العرب لا تهرف بما لا تعرف.
ناشدتك: حلّفتك: صياغة: صنعة وسبك. اتهمت: أتيت تهامة، وهي ما انخفض من أرض العرب ظعينة: زوجة. الخطب: النكاح. وتعيّن: تحقّق. يستتبّ: يتم. الوهم:
الغلط المتأمل: الناظر المذبذب: المضطرب، الذي لا يعتمد على رأي، أزمعت:
عزمت. أسحر: أخرج في السّحر. قوّضت: هدمت. والأطناب: حبال الخباء وتقويضها: إزالتها. الشّهب: النجوم، وجعل لها أذنابا مجازا، وأراد أنّ الفجر إذا طلع وانتشر غابت النّجوم، فكأنها قد ولّت أذنابها وقال التّهامي في ذلك:[البسيط]
فظلت أعثر في ثوب الدّجى ولها ... والجوّ روض وزهر الشّهب كالزّهر
وللمجرّة فوق الأرض معترك ... كأنها حبب يعلو على نهر
وللثريّا ركود فوق أرحلنا ... كأنها قطعة من فروة النمر