للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرّوضة الأنف، والطّوق الّذي ثمن وشرف؛ لم يدنّسها لامس، ولا استغشاها لابس، ولا مارسها عابث، ولا وكسها طامث، ولها الوجه الحيّ، والطّرف الخفيّ، واللّسان العيّ، والقلب النّقيّ. ثم هي الدّمية الملاعبة، واللّعبة المداعبة، والغزالة المغازلة، والملحة الكاملة، والوشاح الطّاهرالقشيب، والضّجيع الّذي يشبّ ولا يشيب ... أمّا الثيّب فالمطيّة المذلّلة، واللهنة المعجّلة. والبغية المسهّلة، والطّبّة المعلّلة، والفرينة المتحبّبة، والخليلة المتقرّبة، والصّناع المدبّرة، والفطنة المختبرة. ثمّ إنّها عجالة الرّاكب، وأنشوطة الخاطب، وقعده العاجز، ونهزة المبارز، عريكتها ليّنة، وعقلتها هيّنة، ودخلتها متبيّنة، وخدمتها مزيّنة، وأقسم لقد صدقت في النّعتين، وجلوت المهاتين، فبأيّتهما هام قلبك، وعلى أيّتهما قام ربّك؟ .

***

الدّرّة: الجوهرة. المخزونة: التي جعلت في الخزانة لرفعتها، يريد أنّ البكر تحجب وتصان: البيضة المكنونة، أراد بيضة النعام، ويشبّه بها النساء لبياضها والصّفرة التي تضرب فيها، وقد تقدمت هذه الصفة في العاشرة، وقال امرؤ القيس: [الطويل]

كبكر مقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلّل (١)

وقال ذو الرّمة: [البسيط]

* كأنّها فضة قد مسها ذهب (٢) *

والمكنونة: المصونة، والنعامة تكنّ بيضتها بريشها، ولا تبديها للشمس والريح لئلا تتغيّر، وقال الله تعالى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ [الصافات: ٤٩]، الباكورة: أوّل ما يباكر من الثمر. والسلافة: الخمر، والمدخورة: المحجوبة في آنيتها الأنف: التي لم تدخل ولا رعيت. والطّوق: ثوب رفيع. ثمن: كثر ثمنه اللامس: الذي يلمس الشيء بيده ويدنّسه، وأراد به الذي يلاعبها ويعضّها ابن عباس: اللمس والملامسة واللّماس، كناية


(١) البيت في ديوان امرئ القيس ص ١٦، وشرح المفصل ٦/ ٩١، ولسان العرب (نمر)، (حلل)، (قنا)، وتاج العروس (حلل)، (قنا).
(٢) صدره:
كحلاء في برج صفراء في دعج
والبيت في ديوان ذي الرمة ص ٣٣، وجمهر اللغة ص ١٣٣١، وجمهرة أشعار العرب ص ٩٤٥، والكامل ص ٩٣٤، والبيت بلا نسبة في المخصص ١/ ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>