للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولد ولده، وإذا الجدّ السابع أشب من الابن السابع، فسألت عنه فقيل: كان للجدّ امرأة موافقة وللابن السابع امرأة سليطة.

وقال صلى الله عليه وسلم: «أربعة لا يشبعن من أربعة: عين من نظر، وأرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم».

قال الأصمعي: تزوّج رجل من عذرة امرأة من بليّ حمقاء، فغاب عنها غيبة ثم قدم عليها، فلما جمعهما المضجع أنشأت تقول: [الرجز]

ما مسّني بعدك من إنسيّ ... غير غلام واحد جعديّ

ورجل أحمق من بليّ ... ورجلين من بني عديّ

وتسعة كانوا مع المطيّ ... وسبعة كانوا على الطّويّ

وخمسة وافوا مع العشيّ ... من بين جدّيّ إلى مكيّ

* ومن تهاميّ إلى نجديّ*

فقام إليها بالسوط فضربها، فاجتمع لذلك من حوله يلومونه، فقال: والله لولا ما قمت لضربها لعدّت عليّ أهل عرفات ومنى.

وقيل ليحيى المديني: ما الجرح الذي لا يندمل؟ قال: حاجة الكريم إلى اللئيم.

***

فقلت له: فهل ترى أن أترهّب، وأسلك هذا المذهب؟ فانتهرني انتهار المؤدّب، عند زلّة المتأدّب، ثمّ قال: ويلك! أتقتدي بالرّهبان، والحقّ قد استبان! أفّ لك ولوهن رأيك، وتبّا لك ولأولئك أتراك ما سمعت بأن لا رهبانيّة في الإسلام، أو ما حدّثت بمناكح نبيّك عليه أزكى السلام. ثمّ أما تعلم أن القرينة الصالحة تربّ بيتك، وتلبّي صوتك وتغضّ طرفك، وتطيّب عرفك، وبها ترى قرّة عينك، وريحانة أنفك، وفرحة قلبك، وخلد ذكرك، وتعلّة يومك وغدك! فكيف رغبت عن سنّة المرسلين، ومتعة المتأهّلين، وشرعة المحصنين ومجلبة المال والبنين: والله لقد ساءني فيك، ما سمعت من فيك. ثمّ أعرض إعراض المغضب، ونزا نزوان العنظب، فقلت له: قاتلك الله! أتنطلق متبخترا، وتدعني متحيّرا! فقال أظنّك تدّعي الحيرة، لتجلد عميرة، وتستغني عن المهيرة. فقلت له: قبّح الله ظنّك، ولا أشبّ قرنك. ثم رحت عنه مراح الخزيان، وتبت من مشاورة الصبيان.

***

قوله: أترهّب، أي أترك التزويج، والتّرهب ترك النساء، انتهرني: زجرني وأخذني

<<  <  ج: ص:  >  >>