وقال: قضيت الحاجة على رغم أنفك، ثم أنشدني: [الطويل]
أأنكرت ما عاينت من كفّ دالك ... وهل ينكر التدليك في قول مالك
لقد أمن الدّلّاك من أن تنالهم ... حدود الزّنا في واضحات المسالك
وإنّي قد سكّنت عزمة عملتي ... بحسن عيون والثديّ العواتك
كذب على مالك والشافعي، وعامة العلماء يحرّمون الاستمناء، وحجتهم قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون: ٥ - ٦].
الفنجديهي: وقد جاء في تحريم الخضخضة حديث مشهور، وسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكّيهم ولا يجمعهم مع العالمين، ويدخلهم النار مع الداخلين؛ إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: الناكح يده، والفاعل والمفعول به، ومدمن الخمر، والضّارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره». وإنّما رويت الرخصة في ذلك عن عمرو بن دينار.
وروي عن ابن عباس أنه سئل عن الخضخضة فقال: نكاح الأمة خير منها وهي خير من الزنا.
الأزهري: أبو عمير ذكر الرجل.
الفنجديهي: سمعت الحافظ أبا العلاء يقول: الخضخضة على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل جائزة لمن استولت عليه الشّهوة حتى خاف على نفسه إتيان الفواحش.
أبو الفرج محمد بن أبي جعفر الطائيّ بهمذان، قال: أنشدنا الإمام أبو المظفّر المعاوي لنفسه، وكان من أروع الفضلاء وأزهدهم: [الطويل]
خليليّ لا بغداد تدنو فتنقضي ... همومي ولا الريّ البغيضة تبعد
فليس من الأنصاف والعدل أنكم ... تنيكون ربّات الحجال ونجلد
وترضون بالحرمان للفيشة الّتي ... على غضب باتت تقوم وتقعد
فلا تحسبوا جلدي عميرة وصمة ... عليّ فقد أفتى بها الشّيخ أحمد
ولو وسعتها راحتي لاحتملتها ... فما حيلتي إذ ضاق ذرعا بها اليد
وذكر بيتين آخرين.
قال: وأنشدني إمام أهل اللغة أبو المعالي إسماعيل بن الحسن البديع لبعضهم:
[مجزوء الرمل]
إنّما همّي كسيره ... نشفت ماء قديره