للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخميرة في ذكيره ... بلغتي منها سكيره

وغلام أو فتاة ... قد كفي جلد عميره

من رأى عيشي هذا ... عاش لا يؤثر غيره

قال: وأنشدني البديع أيضا لبعضهم: [مخلع البسيط]

يا سيدي نحن في زمان ... أبدلنا الله منه غيره

فكل ذي خسّة وذلّ ... متّع بالطّيبات أيره

وكل ذي فطنة وكيس ... يجلد في بيته عميره

***

قوله: أشبّ قرنك: يدعى بذلك للصبيّ أن يكبر وتطول قامته، كما تقول للصبيّ في ضدّ ذلك: لا كبرك الله. ويقال: شبّ الصبيّ يشبّ بكسرالشين شبابا بفتح الشين وكسرها، إذا طال ونما جسمه والصبيّ شاب، وأشبّ الله قرنه، أي جعله شابا أسود الذؤابة، والقرن الضفيرة، وهي الذؤابة وقيل: القرن جانب الرأس. المراح كالرّواح.

الخزيان: المهان والمستحيي، وخزي يخزى خزيا: أهين، وخزاية استحيا، فهو خزيان أي مستحي، وقوم خزايا.

وتبت من مشاورة الصبيان، قال عمر رضي الله عنه: خصلتان من علامة الجهل:

مشاورة النّساء والصبيان، واستكتام السرّ النساء والصبيان.

***

قال الحارث بن همام: فقلت له: أقسم بمن أنبت الأيك، أنّ الجدل منك وإليك؛ فأغرب في الضّحك، وطرب طربة المنهمك، ثم قال: العق العسل، ولا تسل، فأخذت أسهب في مدح الأدب، وأفضّل ربّه على ذي النّشب، وهو ينظر إليّ نظر المستجهل، ويغضي عنّي إغضاء المتمهّل. فلما أفرطت في العصبيّة، للعصبة الأدبيّة، قال لي: صه، واستمع منّي وافقه: [المتقارب]

يقولون إنّ جمال الفتى ... وزينته أدب راسخ

وما إن يزين سوى المكثرين ... ومن طود سودده شامخ

وأمّا الفقير فخير له ... من الأدب القرص والكامخ

وأيّ جمال أن يقال ... أديب يعلّم أو ناسخ!

ثم قال: سيضح لك صدق لهجتي، واستنارة حجّتي.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>