للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [الأنعام: ١٤٦] والدجاج عندي من ذوي الأظفار. قلنا: فما قولك في الكامخ؟ قال: حرام، قلنا: ولم؟ قال: لقوله تعالى: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ [الرحمن: ١٤]، والكامخ يتخذ من الفخار، فأظنّ بينه وبين الجلد نسبا.

قوله: وافقه، معناه افهم. راسخ: ثابت. المكثرين: الأغنياء طود سودده: ارتفاع سيادته. والطّود: الجبل. شامخ، أي ثابت مرتفع وقال النبي صلى الله عليه وسلم «يأتي على النّاس زمان من لم يكن معه فيه أصفر وأبيض لم يتمن العيش» - يعني الذهب والفضة.

وقال مهيار الديلميّ: [المتقارب]

تشرف بحظّ فإن الحظوظ ... حلى كلّ ذي نسب يفضل

وما الحظّ في أدب مفصح ... ومن دونه نسب مجهل

تراضي الفتى رتبة وهو حي ... ث يجعله ماله يجعل

وقال ابن قاضي ميلة: [الكامل]

أسعد بجدّك لا تكون أديبا ... أو أن يرى فيك الورى تهذيبا

إن كنت مستويا ففعلك كلّه ... عوج، وإن أخطأت كنت مصيبا

كالنّقش ليس يصحّ معنى ختمه ... حتّى يكون بناؤه مقلوبا

قوله: لهجتي، أي منطقي، وقيل: هي جرس الكلام، وقيل: هي طرف اللسان، وفلان فصيح اللهجة، وهي لغته التي جبل عليها فاعتادها ونشأ عليها. استنارة: ظهر نورها.

***

وسرنا لا نألو جهدا، ولا نستفيق جهدا؛ حتّى أدّانا السّير، إلى قرية عزب عنها الخير، فدخلناها للارتياد، وكلانا منفض من الزّاد؛ فما إن بلغنا المحطّ، والمناخ المختطّ، أو لقينا غلام لم يبلغ الحنث وعلى عاتقه ضغث. فحيّاه أبو زيد تحيّة المسلم، وسأله وقفة المفهم، فقال: وعمّ تسأل وفّقك الله؟ قال: أيباع هاهنا الرّطب بالخطب؟ قال: لا والله. قال: ولا البلح بالملح؟ قال: كلّا والله، قال.

ولا الثّمر بالسّمر؟ قال: هيهات والله. قال: ولا العصائد بالقصائد؟ قال: اسكت عافاك الله. قال: ولا الثّرائد بالفرائد؟ قال: أين يذهب بك أرشدك الله! قال: ولا الدّقيق بالمعنى الدّقيق؟ قال: عدّ عن هذا أصلحك الله! .

***

نألو: نقصّر. جهدا: طاقة واجتهادا. نستفيق جهدا: نستريح من المشقة أدّانا:

<<  <  ج: ص:  >  >>