للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله شهر ما نظرت هلاله ... إلّا كنون أو كعطفة لام (١)

حتى تبدّي لي أغنّ مهفهف ... بضيائه ينجاب كلّ ظلام

فطفقت أهتف بالأنام ضللتم ... وغلطتم في عدّة الأيام

ما جاءنا شهر لأول ليلة ... مذ كانت الدنيا ببدر تمام

نستطلعه، أي نلتمس طلوعه. الطلائع: الباحثون عليه. والروّاد: الطالبون له، وأصل الطلائع الباحثون عن أخبار العدوّ. والراصدون في الطرقات، الواحد طليعة، وأصل الروّاد الطالبون للمرعى. هرم: شاخ، ومعناه قارب أن يتمّ ينهار: ينهدم.

والجرف: ما يأكله الوادي، استعاره للنهار. لاحت: ظهرت والأطمار: الثياب الخلقة، أراد أن ثوب الشمس وهو ضوأها قد تغيّر وبلى عند الغروب، وبعضهم يستعمل هذه الاستعارات في الشتاء وغروب الشمس.

ومما يستغرب من ذلك قول العلويّ الأصبهانيّ: [الطويل]

ومجلس شرب جئته متطرّبا ... عشيّا وعين الشّمس في الأفق تنعس

وقال ابن الرّوميّ: [الطويل]

كأنّ جنوح الشّمس ثم غروبها ... وقد جعلت في مجنح الليل تمرض

تخاوص عين بين أجفانها الكرى ... يرنّق منها النّوم وهي تغمّض

وقال أيضا: [الطويل]

إذا رتعت شمس الأصيل ونفّضت ... على الأفق الغربيّ ورسا مزعزعا

وودّعت الدّنيا لتقضي نحبها ... وشوّل باقي عمرها فتشعشعا

ولاحظت الأنوار وهي مريضة ... وقد وضعت خدّا على الأرض أضرعا

كما لاحظت عوّاده عين مدنف ... توجّع ما أوصابه ما توجّعا

أخبرني ابن منصور، قال: خرجت بخارج فاس عشية مع فتى ورّاق، فنظر إلى صفرة الشمس واستنشق برد النسيم، وأنشدني مرتجلا: [خلع البسيط]

انظر إلى الشمس في الأصيل ... كأنّها وجنتا عليل

ورقّ هذا النسيم حتّى ... كأنما يشتكي نحولي

وقال ابن الزّقاق: [الكامل]

وعشية لبست ملاء شقيق ... تزهى بلون للخدود أنيق (٢)


(١) الأبيات في ديوان ابن الزقاق ص ٢٥٨.
(٢) الأبيات في ديوان ابن الزقاق ص ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>