وقوله: «مشتبها فوداه أي صارا من الشّيب في لون الأشهب، ومنه قول امرئ القيس:
قالت الخنساء لمّا جئتها ... شاب بعدي رأس هذا واشتهب (١)
وقوله: «ربض حجرة» يعني ناحية، ويقال في المثل لمن يشارك في الرّخاء ويجانب عند البلاء: يرتع وسطا ويربض حجرة.
وقوله: «فاسترعى سمع السّامر» يعني السّمار؛ لأن السامر اسم للجمع كالحاضر اسم للحيّ النازلين على الماء، وكالباقر: اسم لجماعة البقر.
وقال بعض أهل اللغة: هو اسم للبقر مع رعاتها، واشتقاق السّامر من السّمر، وهو ظل القمر مأخوذ من السمرة فلمّا كان غالب أحوال السّمّار أنهم يتحدثون في ظل القمر اشتقّ لهم اسم منه، وإلى هذا يرجع قولهم: «لا أكلّمه القمر والسّمر».
وقوله: «ليس بعشّك فادرجي» هذا مثل يضرب لمن يتعاطى ما لا ينبغي له، والعشّ: ما يكون في شجرة، فإذا كان في حائط أو كهف جبل فهو وكر.
وقوله: «الإيناس قبل الإبساس» هذا مثل أيضا، ومعناه أنه ينبغي أن يؤنس الإنسان ثم يكلّف، وأصله أنّ حالب الناقة يؤنسها حين يروم حلبها، ثم يبسّ بها للحلب، والإبساس أن تقول لها: بس بس، لتسكن وتدرّ وتسمّى الناقة التي تدرّ على الإبساس:
البسوس.
وقوله: «يرغب في الشّكم» الشكم ما أعطيته على سبيل المجازاة، فإن أعطيته مبتدئا فهو الشّكد.
وقوله: «ساء أبا مثوانا» يعني المضيف الذي أووا إليه وثووا عنده.
وقوله: «ناقة عيديّة» قيل إنها منسوبة إلى فحل منجب اسمه عيد، وقيل: هي منسوبة إلى فخذ من مهرة اسمه عيد بن مهرة وكانت مهرة وعيد تتخذان نجائب الإبل، فنسبت إليهما.
وقوله: «حلّة سعيدية» هي منسوبة إلى سعيد بن العاص، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كساه وهو غلام حلّة فنسب جنسها إليه.
وقوله: «لا ترزأ أضيافي زبالا» أي لا ترزؤهم شيئا وإن قل، والأصل في الزّبال ما تحمله النملة بفيها.
وقوله: «شنشنة أخزمية» أشار به إلى المثل الذي ضربه جدّ حاتم بن عبد الله بن
(١) البيت في ديوان امرئ القيس ص ٢٩٣، ولسان العرب (شهب)، والمخصص ١/ ٧٨، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٦/ ٨٧، وديوان الأدب ٢/ ٣٩٤.