الحسن قد بثّ على خدّه ... بنفسجا يربو على ورده
رأيته يكتب في طرسه ... خطّا يباري الدّرّ في عقده
فخلت ما قد خطّه كفّه ... للحسن قد خطّ على خدّه
ولابن رشيق: [المتقارب]
كتبت ولو أنني أستطيع ... لإجلال قدرك دون البشر
قددت البراعة من أنملي ... وكان المداد سواد البصر
وله أيضا: [الطويل]
عزيز يباري الصّبح إشراق خدّه ... وفي مفرق الظّلماء منه نسيب
يزفّ إليه ضاحكا أقحوانه ... ويهتزّ في برديه منه قضيب
ولابن المعتز في العذار المشبه بالحروف: [الوافر]
بليت بشادن كالبدر حسنا ... يعذّبني بأنواع الدّلال
غلالة خدّه ورد جنيّ ... ونون الصّدغ معجمة بخال
وله أيضا: [البسيط]
كأن خطّ عذار فوق وجنته ... ميدان آس على ورد ونسرين
وخطّ فوق حباب الدّر شاربه ... بنصف صاد ودار الصّدغ بالنون
وله أيضا: [الطويل]
له من عيون الوحش عين مريضة ... ومن خضرة البستان خضرة شارب
كأن غلاما حاذقا خطّه له ... فجاء كنصف الصّاد من خط كاتب
وقال آخر: [البسيط]
تعلّم العطف من صدغيه فانعطفا ... وكان عادته ألّا يفي فوفى
دبّ العذار على ميدان صفحته ... حتى إذا همّ أن يسعى به وقفا
كأنه كاتب عزّ المداد به ... أراد يكتب لا ما فابتدى ألفا
وقال أبو القاسم بن المغربي: [الطويل]
ولمّا احتوى بدر الدّجى صحن خدّه ... تحيّر حتى ما درى أين يذهب
كأن انعطاف الصّدغ لام أمالها ... أديب يجيد الخطّ أيّان يكتب
فهذه الأشعار المستعذبة الّتي بها تعلّق بالغلمان الذين يذكر أنهم كتّاب من جهة حسنهم واعتدال قدودهم وتوريد خدودهم، وتطريزها بالعذار أحسن من ذكر شعر لزوميّ ليس فيه شيء من الأنس للنفس.