سأله عن شيء، أراد به اللّبس والمشقّة عليه. سمّ الخياط: ثقب الإبرة. بثر: خرّاج صغار، ويقال بثر الجرح، إذا خرجت به أورام صغار فيزيد به سيلان الدم عن الأكل وغيره. تبيّغ: هيجان وتبيّغ دمه: هاج عليه تلجأ: تحوج. الاشتطاط: مجاوزة القدر.
كليل: حاف.
***
قال: فلمّا تبيّن الفتى أنه يشكو إلى غير مصمّت، ويراود استفتاح باب مصمت، أضرب عن رجع الكلام، واحتفز للقيام، وعلم الشيخ أنه قد ألام، بما أسمع الغلام، فجنح إلى سلمه، وبذل أن يذعن لحكمه، ولا يبغي أجرا على حجمه، وأبى الغلام إلّا المشي بدائه، والهرب من لقائه، وما زالا في حجاج وسباب، ولزاز وجذاب، إلى أن ضجّ الفتى من الشّقاق، وتلا ردنه سورة الانشقاق، فأعول حينئذ لوفارة خسره، وانعطاط عرضه وطمره. وأخذ الشّيخ يعتذر من فرطاته، ويغيّض من عبراته، وهو لا يصغي إلى اعتذاره، ولا يقصر عن استعباره، إلى أن قال له: فذاك عمّك، وعداك ما يغمّك، أما تسأم الإعوال، أما تعرف الاحتمال، أما سمعت بمن أقال، وأخذ بقول من قال:[السريع]
أخمد بحلمك ما يذكيه ذو سفه ... من نار غيظك واصفح إن جنى جاني
فالحلم أفضل ما ازدان اللّبيب به ... والأخذ بالعفو أحلى ما جنى جاني
***
يراود: يعالج. مصمّت: مغلق. احتفز: تهيّأ وتشمّر. ألام: أتى بما يلام عليه.
قال الشاعر:
* ومن يخذل أخاه فقد ألاما*
جنح: مال سلمه: صلحه. بذل أن يذعن، أي أعطى الانقياد من نفسه يبغي أجرا: يطلب أجرة، في حجاج وسباب، أي في لحة وشتم. لزاز: ملازمة للخصومة.
وخصم لزّاز ملزّ، أي لا يفارق الخصومة. جذاب: مضاربة وجذب كلّ واحد منهما بثوب صاحبه. ضجّ: صاح. وتلا ردنه، أي قرأ كمه، وجعل صوب التّخريق كأنه قراءة. أعول: بكى. وفارة خسره، أي كمال خسرانه. انعطاط عرضه وطمره، أي تمزيق عرضه بالشّتم، وثوبه بالتخريق، والطّمر: الثوب الخلق. فرطاته: بوادره، وما سبق من إذايته. يغيّض: يذهب وينقص. عبراته: دموعه. يصغي: يستمع، يقصّر: