للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى النّدامى الإبريق من دمها ... كأنه راعف وما رعفا

ولبعضهم: [الكامل]

ما زال يشربها وتشرب عقله ... خبلا وتؤذن روحة برواح

حتى انثنى متوسّدا بيمينه ... سكرا وأسلم روحه للراح

وقال النظام: [البسيط]

ما زلت آخذ روح الزّق في لطف ... وأستبيح دما من غير مجروح

حتى انثنيت ولي روحان في جسدي ... والزّقّ مطّرح، جسم بلا روح

أخذه أحسن أخذ من بشّار حيث قال: [الوافر]

شربنا من فؤاد الزّق حتّى ... تركنا الزّق ليس له فؤاد

وقال ديك الجن: [الطويل]

وقم أنت فاحثث كأسنا غير صاغر ... ولا تسق إلّا خمرها وعقارها (١)

فقام تكاد الكأس تخضب كفّه ... وتحسبه من وجنتيه استعارها

مورّدة من كفّ ظبي كأنّما ... تناولها من خدّه فأدارها

ظللنا بأيدينا نتعتع روحها ... فتأخذ من أقدامنا الرّاح ثارها

وقال حبيب: [الطويل]

وكأس كمعسول الأماني شربتها ... ولكنّها أجلت وقد شربت عقلي (٢)

إذا عوتبت بالماء كان اعتذارها ... لهيبا كوقع النّار بالحطب الجزل

إذا اليد نالتها بوتر توقّرت ... على ضغنها ثم استقادت من الرّجل

وقال الحسن: [الطويل]

وصفراء قبل المزج بيضاء بعده ... كأنّ شعاع الشّمس يلقاك دونها

ترعى العين تستعفيك من لمعانها ... وتحمرّ حتى ما تقلّ جفونها

كأن يواقيتا رواكد حولها ... وزرق سنانير تدير عيونها

وللخوارزمي: [الطويل]

وصفراء كالدّينار بنت ثلاثة ... شمال وأنهار ودهر محرّم

مسرة محزون، ورعد معربد ... وكنز مجوسيّ وفتنة مسلم

يطوف بها ظبي يريد عيوننا ... على عينه، من شرط يحيى بن أكثم


(١) الأبيات في ديوان ديك الجن الحمصي ص ١٠٧.
(٢) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>