للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رحمة للغريب في البلد النّ ... ازح ماذا بنفسه صنعا (١)

فارق أحبابه فما انتفعوا ... بالعيش من بعده ولا انتفعا

يقول في نأيه وغربته: ... عدل من الله كل ما صنعا

وكان هجاء لعلي بن أبي طالب، وسمعه يوما أبو العيناء يطعن على عليّ فقال له:

أنا أدري لم تطعن على أمير المؤمنين، قال: أتعني قصّة بيعة أهلي، قال: لا، أنت أوضع من ذلك ولكن لأنه قتل الفاعل [فعل] قوم لوط وأنت أسفلهما. وقال البحتري فيه:

[الوافر]

إذا ما حصّلت عليا قريش ... فلا في العير أنت ولا النفير (٢)

ولو أعطاك ربّك ما تمنّى ... لزاد الخلق في عظم الأيور

علام هجوت مجتهدا عليّا ... بما لفّقت من كذب وزور

أما لك في استك الوجعاء شغل ... يكف أذاك عن أهل القبور

وقال ابن القناص كاتب سيف الدولة: [البسيط]

قم فاسقني بين خفق النّاي والعود ... ولا تبع طيب موجود بمفقود

كأسا إذا أبصرت في القوم محتشما ... قال السرور له قم غير مطرود

نحن الشّهود وخفق النّاي خاطبنا ... يزوّج ابن سحاب بنت عنقود

وقال المصحفي: [الرجز]

صفراء تطرق في الزّجاج فإن سرت ... في الجسم دبّت مثل صلّ اللّادغ

خفيت على شرّابها فكأنّهم ... يجدون ريّا في إناء فارغ

إدريس بن اليماني: [الكامل]

ثقلت زجاجات أتتنا فرّغا ... حتى إذا ملئت بصرف الرّاح

خفّت فكادت أن تطير بما حوت ... إن الجسوم تخفّ بالأرواح

ابن المعتز: [الوافر]

وندمان سقين الرّاح صرفا ... وأفق اللّيل مرتفع السّجوف

صفت وصفت زجاجتها فأضحت ... كمعنى دقّ في ذهن لطيف

وله، وهو مما يتصل بأبيات الديك المتقدمة: [المنسرح]

فاشرب عقارا كأنّها قبس ... قد سبك الدّهر تبرها فصفا


(١) ديوان ابن الجهم ص ١٥٤.
(٢) الأبيات في ديوان البحتري ص ١٠٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>