ملك. يريد أن العرض يعمّ الناس، فيحتوي على العفيف والبذي، وعلى الأغنياء والفقراء والملوك ورعيتهم ولا يتميز فيه أحد ولا يشرف إلا بعمل صالح، قوله: فيا مفاز المتقي، المفاز: الخلاص، وقي: كفي، الموبق: المهلك. هول: خوف. بغى: ظلم. وتعدّى:
جاوز الحد في جوره، طغى: جاوز الحد في تكبره. شبّ: أوقد. الوغى: الحرب.
وجل. خوف. اجترحت: اكتسبت. زلل: خطأ. زفير: نفخ. والشهيق: رد النّفس مع البكاء بصوت. ردفه: خلفه.
***
قال الحارث بن همّام: فلم يزل يردّدها بصوت رقيق، ويصلها بزفير وشهيق، حتى بكيت لبكاء عينيه، كما كنت من قبل أبكي عليه، ثم برز إلى مسجده، بوضوء تهجّده، فانطقت ردفه، وصلّيت مع من صلّى خلفه. ولما انفضّ من حضر، وتفرّقوا شغر بغر، أخذ يهينم بدرسه، ويسبك يومه في قالب أمسه، وفي ضمن ذلك يرنّ إرنان الرّقوب. ويبكي ولا بكاء يعقوب، حتى استبنت أنّه التحق بالأفراد، وأشرب قلبه هوى الانفراد، فأخطرت بقلبي عزمه الارتحال، وتخيلته والتّخلي بتلك الحال، فكأنّه تفرّس ما نويت أو كوشف بما أخفيت، فزفر زفير الأواه ثم قرأ: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران: ١٥٩]؛ فأسجلت عند ذلك بصدق المحدّثين، وأيقنت أنّ في الأمّة محدّثين. ثم دنوت إليه كما يدنو المصافح، وقلت: أوصني أيّها العبد الصّالح، فقال: اجعل الموت نصب عينك، وهذا فراق بيني وبينك. فودّعته وعبراتي، يتحدّرن من المآقي، وزفراتي يتصعدن من التّراقي وكانت هذه خاتمة التّلاقي.
***
انفض: تفرق. شغر بغر، أي في كل طريق وعلى كل جهة، يهيم: يرد كلامه خفيا