للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكت لداهية يريدها، وقيل: المخرنبق: الساكت على السّوء. لينباع: ليظهر الذي في ظنه في الشرّ. مجرمّز: منقبض، وهو كقول النابغة:

وقلت يا قوم إنّ الليث منقبض ... على براثنه للوثبة الضاري (١)

فأخذه ابن الرومي فقال: [الطويل]

سكن سكونا كان رهنا بوثبة ... غماس كذاك اللّيث للوثب يلبد

نابض: رام، ويقال: أنبض القوس، إذا جذب وترها ثم أطلقه ليختبر شدّتها.

ونبض العرق: تحرّك، فيكون: «نابض» على النسب، أو على حذف الزائد. الفنجديهيّ:

أورد أبو الحسين بن فارس اللغويّ في كتابه المجمل أنّ نبض لغة في أنبض، وهما بمعنى واحد، قال الشاعر: [الطويل]

فإن أباها مقسم بيمينه ... لئن نبضت كفّي فإني لنابض (٢)

فصحّ بهذا قوله. رابض: لاطئ بالأرض، وربضت الشاة: اضطجعت. يبغي النّضال، أي يطلب المراماة، وأراد أنه يريد أن يلقي عليهم المسائل ليجاذبوه. قوله:

«نثلت»، أي نفضت وصبّ ما فيها. الكنائن: الجعاب، وهي أوعية السهام. فاءت:

رجعت. السكائن: جمع سكينة، وهي الوقار، يريد: أتمّ أهل المجلس كلامهم فسكتوا.

ركدت: سكنت. الزعازع: الرياح الشديدة المزلزلة، واحدها زعزع. كفّ المنازع:

أمسك المخالف، يريد انقطع كلامه.

***

لقد جئتم شيئا إدّا، وجرتم عن القصد جدّا، وعظّمتم العظام الرّفات، وافتتّم في الميل إلى من فات، وغمصتم جيلكم الّذين فيهم لكم اللّدات، ومعهم انعقدت المودّات. أنسيتم يا جهابذة النّقد، وموابذة الحلّ والعقد، ما أبرزته طوارف القرائح، وبرّز فيه الجذع على القارح، من العبارات المهذّبة، والاستعارات المستعذبة، والرسائل الموشّحة، والأساجيع المستملحة! وهل للقدماء إذا أنعم النّظر، من حضر، غير المعاني المطروقة الموارد، المعقولة الشّوارد، المأثورة عنهم لتقادم الموالد، لا لتقدّم الصّادر على الوارد! وإني لأعرف الآن من إذا أنشا، وشّى، وإذا عبّر، حبّر، وإن أسهب، أذهب، وإذا أوجز، أعجز، وإن بده، شده، ومتى اخترع، خرع.


(١) البيت في ديوان النابغة ص ٤٢.
(٢) البيت بلا نسبة في المخصص ٨/ ١٦، وفيه «وإني لنابض» بدل «فإني لنابض».

<<  <  ج: ص:  >  >>